العالم ماكس فيبر وانبثاق طبقة ثقافة المقاولين الرأسماليين

اقرأ في هذا المقال


العالم ماكس فيبر وانبثاق طبقة ثقافة المقاولين الرأسماليين:

ندين للعالم ماكس فيبر وبلا شك بواحدة من أولى المحاولات في إقامة علاقة بين الظواهر الثقافية والطبقات الاجتماعية، ولقد سعى في دراسته المعروفة أكثر من غيرها التي صدرت عام 1905 م، إلى أن يبين أن السلوكات الاقتصادية التي تتخذها طبقة المقاوليين الرأسماليين.

وهذه الطبقة ليست قابلة للفهم إلا إذ أخذنا بعين الاعتبار تصورهم للعالم والعمل على نسق القيم الثقافية لديهم، وإذا كانت هذه الطبقة قد ظهرت أولاً في الغرب فليس ذلك مصدافة لأن انبثاقها يعود بحسب رأي العالم ماكس فيبر إلى سلسلة من التغيرات الثقافية المتصلة بميلاد البروتستانتية.

إنما يزعم العالم ماكس فيبر في دراسته المصنفة ليس أصل الرأسمالية في معنى الكلمة الأكثر اتساعاً، بل تكون الثقافة عبارة عن الروح لطبقة جديدة من المقاوليين في معنى الرأسمالية الحديثة كذلك إن الطبقة التي تمركزت بدورها الحاسم في إزدهار الرأسمالية الحديثة، أكثر مما فعلت البورجوازية التجارية التقليدية، وهي بذاتها الوسطى.

وهذه الطبقة عبارة عن أمور كان ينتدب المقاولون من بين صفوفها في بداية العهد الصناعي، كذلك هي التي وجدت نفسها على أكمل تناسب مع نسق قيم الرأسمالية الحديثة، التي أسهمت بالطريقة الأكثر جدوى ونفعاً في انتشارها.

إن ما يميز هذه الطبقة الوسطى على حد تعيير العالم ماكس فيبر، هو أسلوب الحياة وانماطها وبتعبير آخر أنها عبارة عن ثقافة ذات اختصاص مبنية على مجموعة معينة من المبادئ التقليدية التي تمثل مجموعة من الأخلاقيات على أنها زهد دنيوي.

لاحظ العالم ماكس فيبر أنه إذا حدث توافق بين الإصلاح البروتستانتي وروح الرأسمالية كان الأمر قد خلق محيطاً ثقافياً مواتياً لتطور الرأسمالية، ويحدث ذلك عبر بث قيم الزهد الدنيوية، وهذا ما يفسر أن الأفراد المرتبطين ثقافياً بالبروتستانتية هم من شكلوا في البداية طبقة المقاوليين الجدد.

الأخلاقيات البروتستانتية:

كذلك إن الأخلاقيات البروتستانتية تمكن من فهم المنطق المشترك، ذلك المنطق الخاص بالسلوكيات التي قد تبدو متناقضة وعلى الاختلاف الذي كتبه البعض من منتقديه، لم يكن مشروع العالم ماكس فيبر فائم على تفسير الرأسمالية بالبروتستانتية كذلك كان يلاحظ ويفهم نوعاً من التقارب الاصطفائي بين روح الرأسمالية.


شارك المقالة: