العالم مالينوفسكي والتحليل الوظيفي للثقافة

اقرأ في هذا المقال


العالم مالينوفسكي والتحليل الوظيفي للثقافة:

على غرار ما أثارت المجادلات حول نوع التطورات الثقافية من أفعال العلماء الأخرى، أثار غلو تأويلات بعض الانتشاريين من ردة فعل العالم برونسيلاف مالينوفسكي، عالم الأنثروبولوجيا الإنجليزي.

عارض العالم برونسيلاف مالينوفسكي أية محاولة لكتابة تاريخ للثقافات ذات التقاليد الشفاهية، إذّ أنه كان يرى أنه يجب الاقتصار على الملاحظة المباشرة للثقافات خلال وضعها القائم، من دون وجود أية محاولة للعودة إلى أصول الثقافة الرئيسية، إذّ أن ذلك يمثل تماشياً واهماً؛ لأنه لا يحتمل من إقامة الحجة العلمية عليه.

ينقذ العالم مالينوفسكي تبرير الواقع الثقافي الذي تنتهي إليه بعض بحوث التيار الانتشاري، تلك يطلق عليها المقاربة المتحفية للظواهر الثقافية، وهي أيضاً التي تتوثق في الصفات التي تجمع الثقافة وتوصفها.

ما هو الجدير بالاعتبار ليس أن تكون سمات الثقافة، موجودة ضمن كلية ثقافية معينة، وبما أن كل ثقافة تشكل بحد ذاتها نسقاً مترابط العناصر فمن غير الوارد دراستها بشكل منفصل.

في كل ثقافة من الثقافات يتم تأدية كل عادة وكل فكرة وكل معتقد ثقافي، وظيفة حيوية معينة وترتبط هذه الوظيفة بمهمة محددة وخاصة بها، إضافة إلى أنها تمثل جزءاً من الكلية العضوية غير القابلة للتعويض الثقافي.

يجب تحليل كل ثقافة من منظور متزامن، انطلاقاً من معطياتها المعاصرة لا غير، إضافة إلى وجوب المواجهة للتطورية المنصرفة إلى المستقبل، كذلك الى الانتشارية التي ترتبط بالماضي الثقافي الذي اقترحه مالينوفسكي، حيث أن الوظيفة المركزة على الحاضر، الذي تم اعتبارها المقطع الزمني الوحيد الذي يمكن لعالم الأنثروبولوجيا، أن يدرس من خلالها كافة المجتمعات الثقافية، بشكل موضوعي.

نظرية الحاجات للعالم مالينوفسكي:

لقد خرج العالم مالينوفسكي بنظرية الحاجات التي تدفع علم الأنثروبوبولوجيا إلى طريق مسدودة، عن إطار التفكير في الثقافة ذاتها، ليعود إلى دراسة الطبيعة البشرية التي يجهد نفسه بشيء من الإحباط في تحديد حاجات تلك الثقافة، التي قام بوضع لها قائمة معينة، ويقيم لها تصنيف معين ولكنه ضعيف الإقناع.

ظهر الفضل الكبير للعالم مالينوفسكي، من خلال بيانه، الذي جاء فيه أنه ليس بالإمكان من دراسة أي ثقافة، ولعدم قناعته بالملاحظة المباشرة في الميدان الثقافي، لأنه هو من أكسب الصفة النسقية لاستخدام المنهج الإثنوغرافي الخاص بالثقافة.


شارك المقالة: