العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


بداية العلاقات السعودية والمصرية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز:

في عام  1953 ميلادي توفي جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، وإثر وفاة جلالته التف أفراد الأسرة المالكة حوله جثمانه الطاهر، وبعد خروجهم من عنده قاموا بمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز ملكاً على الدولة السعودية، وكان الأمير فيصل أول من بايعه وتقبل جلالته البيعة من إخوته جميعهم، كما تزايدت الجموع من مختلف أرجاء المملكة للمشاركة في المبايعة، التي جاء بموجبها مبايعة جلالته ملكاً على الدولة العربية السعودية وحامي الحرمين الشريفين، وفي يوم المبايعة نفسه أعلن الملك سعود ولاية عهده لأخيه الأمير فيصل بن عبد العزيز الذي تلقى مبايعة الأسرة المالكة على ذلك.

كان لوفاة الملك عبد العزيز أثر كبير وعميق لدى العديد من الدوائر الرسمية والشعبية في مصر، وفي بيان صدر عن دار الإفتاء المصرية الذي جاء بموجبه نعي جلالة الملك عبد العزيز ورد فيه: ” إنّ الأسس التنظيمية التي قام عليها الملك عبد العزيز في الدولة العربية السعودية ستظل مستمرة وسينهض جلالة الملك سعود بالسير على نهج والده أعظم نهوض. وأكد الشيخ حسنین مخلوف مفتي الديار المصرية إنّ جلالة الملك سعود رجل إصلاح حيث يمتع بالمكانة العظمى بين شعبه، حيث يحبه الشعب ويعلق عليه آمالاً كثيرة.

كذلك جاء في العديد من المقالات التي نشرت في الصحف المصرية مآثر الملك عبد العزيز، ففي مقال للشيخ أحمد حسن الباقوري الذي تولى وزارة الأوقاف المصرية ذكر فيه إنّ ما يخفف الشعور بالمصاب أن يخلف الملك عبد العزيز على العرش العربي جلالة الملك سعود الذي ذكر أنه سعد بلقائه يوم كان ولياً للعهد، ولمس فيه الأخلاق الرفيعة بأنه خير خلف بعده.

وفي عام 1953/1373 ميلادي  وبعد مرور خمسة أيام على وفاة الملك عبد العزيز، قررت مصر إرسال بعثة شرف على مستوى كبير إلى الحجاز برئاسة البكباشي جمال عبد الناصر نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت؛ لتقديم تعزية مصر، وتهنئة الملك سعود بتقلده سيادة الحكم، ولكي يتعرف في الوقت نفسه على الملك الجديد. وقد حرص الملك سعود على تكريم البعثة المصرية باستضافتها في قصره الملكي الخاص، وكانت هذه هي أول مرة يقابل فيها جلالته جمال عبد الناصر الذي سرعان ما وصل إلى رئاسة الجمهورية المصرية بعد للواء محمد نجيب في  عام 1954/1373 ميلادي.

وفي اجتماع الملك سعود ببعثة الشرف المصرية تناول البحث لتعزيز وتوثيق العلاقات والاقتصادية والودية التي تربط مصر بالدولة السعودية، والوسائل والطرق التي تؤدي إلى تفعيل دور الجامعة العربية؛ لتتمكن من تحقيق رسالتها في خدمة الأمة العربية، وحين عاد جمال عبد الناصر من الدولة السعودية كان تقديره أنّ الملك سعود رجل طيب ومن الممكن التعاون معه.

لقد دامت فترة حكم الملك سعود 11 عاماً، شهدت تلك الفترة العديد من الأحداث على مختلف الساحات الدولية والعربية والخليجية، ولم يؤثر هذا التغير في العلاقات المصرية السعودية التي كان الملك الراحل عبد العزيز آل سعود رحمه الله قد عمل على توثيقها، حيث كان الملك سعود حريصاً على زيارة مصر في العديد من المناسبات، وقد اهتمّ جلالته برحلاته الخارجية بعد تقلده الحكم بزيارته إلى مصر في عام 1373 هجري، وفي خلال معظم سنوات عقد الخمسينيات الميلادية توافقت السياسة السعودية مع السياسة المصرية إلى حد كبير جداً.

لقد كانت العلاقات السعودية المصرية تدل على وجود علاقات مشتركة بين الدولة السعودية ومصر، حيث تعد من أهم العلاقات الودية المشتركة تتميز بالاستمرارية؛ لأن كلا الدولتين تتمتعان بالإمكانيات الكبيرة التي على المستوى العربي والإسلامي والدولي، فكلا الدولتين يعملان على قد تطبيق العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، كما أنّ التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب مقابل العديد من الأمور الدولية والعربية والإسلامية.

العلاقات العسكرية بين الدولة السعودية ومصر:

لقد كان هناك تبادل مشترك في العلاقات العسكرية بين الدولتين، فقد تقوم القوات المسلحة لكلا البدين بفروعها المختلفة العديد من الدورات التدريبية المشتركة بينهما؛ بهدف تبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية والجاهزية القتالية للقوات المشاركة وتبادل الخبرات واكتساب المهارات القتالية وتتمثل فيما يلي:

  • دورات الأمير فيصل التي وقّعت بين القوات المصرية الجوية والقوات الجوية للدولة السعودية.
  • دورات مرجان التي وقّعت بين القوات المصرية البحرية والقوات البحرية للدولة السعودية.
  • دورات تبوك التي وقّعت بين القوات البرية المصرية والسعودية.
  • دورات الربط الأساسي التي وقّعت بين القوات الجوية المصرية والقوات السعودية، حيث قام بالمشاركة بها القوات الجوية كل من دولة الكويت والإمارات.

العلاقات الاقتصادية بين الدولة السعودية ومصر:

وفي نهاية عام 2011  قام وزير الطاقة والكهرباء المصري بعقد معاهدة جاء بموجبها العمل على تنفيذ عملية التبادل الكهربائي بين الدولتين ليتم تبادل الطاقة بين البلدين في إطار هيئة الربط بين شبكات الأقطار العربية والهدف من ذلك المشروع تبادل الطاقة بين البلدين على خط الربط بينهما خلال فترات الذروة بطاقة تقدر بنحو 3 آلاف ميجاواط في أثناء فصل الصيف، وحسب المخطط فإنّ عملية البدء بتنفيذ المشروع ستكون في بداية عام 2012، ومن المتوقع أن تتم إجراءات اختبارات التشغيل بداية عام 2015، بحيث يشمل المشروع خطاً هوائياً بطول 1300 كم، وكابلاً بحرياً و 3 محطات تحويل كهربائي.

وكذلك ظهر مشروع جسر كبير للمرور والسكك الحديدية تناقلته الوسائل الإعلامية دون تأكيد من حكومية كلا البلدين، لربط مصر من منطقة شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كم، ويعتقد بأنّ الجسر في حال تأسيسه سيعمل في تأمين تنقل أفضل للمسافرين بين البلدين من الحجاج والمعتمرين والسياح والعمالة المقيمة، ويحدث كذلك حركة تجارية يستفيد منها البلدين وسيكون أول جسر يربط قارتي آسيا وأفريقيا.

إلا إنّ ذلك المشروع لم ينفذ واستمر ذلك حتى قام الملك سلمان بن عبد العزيز بإعلان قيامه بوضع اتفاق مع الرئيس المصري ينص على بناء الجسر الذي يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر، وذلك خلال القمة المصرية السعودية بالقاهرة في عام 2016، وأعلن الرئيس المصري أنّ الجسر سيطلق اسم جسر الملك سلمان بن عبد العزيز.


شارك المقالة: