العلاقة المتبادلة بين المجتمع والثقافة والشخصية

اقرأ في هذا المقال


 العلاقة المتبادلة بين المجتمع والثقافة والشخصية:

يوجد ترابطات قوية جداً ومترابطة بين المجتمع والثقافة، وسوف نقوم في هذا المقال بتوضيح الروابط بينهما من خلال التعريف على المفهوم العام للمجتمع وتأثيره على الثقافة والشخصية، وكيف تؤثر الثقافة على الشخصية؟ وكيف تؤثر الشخصية على الثقافة؟

الثقافة هي عبارة عن الحلقة التي تحيط بالفرد منذ الطفولة وتجعل منه إنساناً واعياً ذو مبادئ؛ فالفرد يتعلم كيف يتصرف كإنسان واعي من خلال الثقافة التي تكون معممة في مجتمعه، والثقافة هي الأمر الوحيد الذي يحدد أساليب التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في سنوات حياته الأولى.

ولا بد من المعرفة التامة بأن أساليب التعزيز الاجتماعية ليست موخدة في كافة المجتمعات، بل تختلف من مجتمع لآخر وتختلف في نفس المجتمع من زمن إلى آخر، ويأتي الإنسان إلى الوجود مثله مثل الحيوانات الأخرى يحتاج إلى إشباع الاحتياجات الغريزية كالغذاء والشراب وغيرها، لكن الانسان يتميز عن غيره من الحيوانات بالعقل الذي أهّله لاختراع الثقافة التي تساعده على إشباع احتياجاته بوسائل مقبولة اجتماعياً، فالثقافة هي التي تشكل شخصياتنا كأفراد، ويمكن تحديد أهم آثار الثقافة على شخصية الفرد فيما يلي:

الآثار الثقافية التي تؤثر على الفرد وشخصيته داخل المجتمع:

أثر الثقافة في الناحية الجسمية:

تؤثر الثقافة السائدة في كل مجتمع على الصفات الجسمية لأفرادها، فمثلاً لون البشرة وشكل الشعر وغيرها من مواصفات الفرد تتأثر بنظرة المجتمع وتقييمه للجمال، ففي الماضي كان ينظر إلى السُّمنة على أنها من مواصفات الجمال في المرأة، أما في وقتنا الحالي فان النحافة وقله الوزن أصبح من مواصفات المرأة الجميلة، وهكذا نجد أن الثقافة السائدة تلعب دوراً كبيراً في تشكيل أفرادها.

أثر الثقافة في الناحية العقلية:

تؤثر الثقافة على كافة الأفراد داخل المجتمع الواحد على كافة النواحي العقلية والمعرفية لكافة الأفراد، فهناك مجتمعات تشجع أفرادها على المعرفة العلمية واستخدام التفكير المنطقي والعقلاني، في حين نجد أن هناك مجتمعات أخرى تشجع أبناءها على إرجاع الأمور والظواهر إلى الغيبيات والقوى الخفية  والسحر، وعدم محاولة البحث عن الأسباب الرئيسية للمشكلة.

كذلك لا بد من المعرفة التامة بأن الإبداع يتأثر بشكل كبير بثقافة المجتمع، فبعض المجتمعات تشجع على التخيل والإبداع عن طريق توفير مساحة من الحرية لأفرادها، وتشجيعهم على الإبداع الفكري والأدبي، بينما نجد مجتمعات أخرى لا تحث أفرادها على التخيل فهم يعرفون ما يرون فقط.

أثر الثقافة في الناحية المزاجية:

أثبتت كثير من الدراسات أن العوامل الوراثية ليست وحدها التي تشكل مزاج الشخص وانفعالاته، لكنها أثبتت للثقافة لها دوراً كبيراً في تقلبات الصفات المزاجية للفرد، فإن كانت الطبيعة الانفعالية شيء فطري لدى الفرد إلا أن الثقافة تلعب دوراً هاماً في تشكيل طريقة التعبير عن الانفعالات والمشاعر، والفرد يكتسب هذه السمات من البيئة التي ينشأ فيها فهي سمات مكتسبة لا وراثية، وتشجع بعض الثقافات أفرادها على التحكم في عواطفهم وانفعالاتهم، في حين نجد أن هناك ثقافات تحث أفرادها على إظهار عواطفهم ومشاعرهم

لا بد من معرفة أن القيم الأخلاقية هي قيم نسبية لدرجة ما وتختلف من ثقافة إلى ثقافة أخرى، فالثقافة الأمر الأهم الذي يعمل على تحديد النسق القيمي لكافة الأفراد في المجتمع، فما يعتبر حلالاً في مجتمع معين قد يعتبر حراماً في مجتمع أخر، والصواب والخطأ يختلف باختلاف الثقافة السائدة، فمثلاً السرقة تعتبر من الجرائم في المجتمعات الحديثة ولكنها كانت مباحة لدى كثير من الشعوب البدائية والقديمة.

ويجب المعرفة والتأكيد الكامل على أن الصفات الخلقية للفرد ترجع إلى الفطرة والوراثة فقط، لأنه قد أثبتت الأدلة الحديثة أن كثير من الصفات الخلقية ترجع الى حد كبير إلى فوارق الثقافة، ومن ثم فإن الصفات الخلقية يجب تفسيرها في إطار الثقافة التي تخضع لها.


شارك المقالة: