العلاقة بين الثقافة والمثقف

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الثقافة والمثقف:

الثقافة تلك الكلمة التي نسمعها كثيراً وتجري أيضاً كمصطلح عام على ألسنة الكثير من الأفراد بمختلف طوائفهم الفكرية والمعرفية، ذلك دون أن يكون مفهوم واضح لها، فدائماً تتغير دلالتها في الذهن بناء على الحالة المعرفية التي جاءت في سياقه لتصبح الكلمة مجرد غطاء لعدّة مفاهيم متباينة أحياناً ومتوافقة أحياناً ومتكاملة أحياناً أخرى.

يدمج الأشخاص بين مصطلحات الثقافة والعلوم وبين الثقافة والحضارة، فمن غير أن نعرف حقيقة المفهوم سنقوم على تبني دلالات خاطئة ومعلومات قد لا تأخذنا في المنحنى الصحيح نحو بناء الحضارة.

ومفهوم الثقافة من المفاهيم التي بقيت حائرة في أذهان المجتمعات، متداولة بين العديد من المفاهيم دون إدراك حقيقي لكنيتها، وكلمة الثقافة كلمة تعتبر دلالتها الحديثة مغايرة في لغتنا العربية لدلالتها القديمة المعجمية، فأصلها في المعاجم هو كلمة ثقف وهو بمعني الفطنة والذكاء وثقف الشيء أي عرفه وأتقنه لكن تظل الدلالة اللغوية قاصرة عن التعرّف على المفهوم الجامع لكلمة الثقافة.

وبالرغم من أنّنا حين نستعمل كلمة الثقافة في حياتنا اليومية فنحن نتكئ إلى الدليل الرئيسي في اللغة لمصطلح الثقافة هي العلم بالأحداث، فعندما يطلق على شخص إنسان مثقف يخطر في الفكر صُوَر القارئ الذي يمتلك جزءاً من المعارف والفكر، وإن حاولنا أن نجد استخداماً لكلمة الثقافة في التاريخ لن نجد إلّا فيما ندر.

كيفية استعمال كلمة الثقافة بصورة كبيرة:

لكن في وقتنا هذا بدأنا نستعمل كلمة الثقافة بصورة كبيرة، الإنسان في أيام ميلاده الأُولى يُولد نقي صافي لا يمتلك أي صفات ثقافية، يتشابه مع غيره ومع الزمن يبدأ في أخذ الخبرات من خلال امتصاص العادات والسلوكيات واللغة وكلّ ما يتعلّق بآليات الحياة من المحيط الذي وُلِد فيه ويبدأ رحلة التغيير مع الآخر المحيط به.

ويتحوّل إلى شخص يشتهر بالتثقيف، وتكون مراحل حياته الأُولى هي مراحل الامتصاص، حيث يكون فيها مجرّد صفحات يكتب فيها الآخرون، حتى يبدأ العقل الفردي لهذا الإنسان في الوعي وإدراك الذات والتعرّف على الحدود التي تفصله كفرد عن محيطه.

لنستوعب ذلك نتعرّف على مفهوم الثقافة كما حلله أحد العلماء وقال في الثقافة البدائية إن الثقافة تعتبر الكلّية المترابطة التي تضم المعرفة والعادات والآداب بالإضافة إلى أي مهن ومصطلحات أُخرى يأخذها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع، إذاً كلّ إنسان هو مثقف.


شارك المقالة: