الهجرة:
من الصعب التنبؤ بالعديد من العوامل التي تؤثر على الهجرة، في حين أنه من الصعب للغاية التنبؤ بالتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بدقة، ويمكن إصدار الأحكام بناءً على المواقف الحالية، ومن السهل استباق الاضطراب البيئي حيث توجد مجموعة كبيرة من الأدلة العلمية التي تشير إلى أن هذا العامل سيكون مدعاة للقلق في المستقبل القريب، حيث تظهر النمذجة البيئية، فضلاً عن تدهور الأمن الغذائي والمائي في العديد من البلدان، أن القضايا البيئية بدأت بالفعل في طرح تحديات على مستوى العالم، ويمكن للعوامل البيئية أن تصبح قوة متزايدة الأهمية تؤثر على الهجرة خلال القرن الحادي والعشرين.
يمكن تقسيم المهاجرين أنفسهم إلى فئتين عريضتين الإنسانية والاقتصادية، حيث يشمل المهاجرون لأسباب إنسانية طالبي اللجوء واللاجئين، ويهاجر هؤلاء الأفراد عمومًا إلى بلدان قريبة جغرافيًا من بلدهم الأصلي، وعلى مدار العقد الماضي، كانت أفغانستان مصدرًا رئيسيًا للمهاجرين لأسباب إنسانية، حيث أصبحت باكستان وإيران دولتي المقصد الرئيسيين.
ومن ناحية أخرى، يهاجر المهاجرون لأسباب اقتصادية من أجل العثور على عمل أو تحسين ظروفهم المالية، في الماضي، انتقل هؤلاء المهاجرون بشكل عام من البلدان الأفقر إلى البلدان الأكثر ثراءً، ومع ذلك، تشير الدلائل الحديثة إلى أن هذا بدأ يتغير مع تزايد مستويات الهجرة بين الجنوب والغرب والهجرة الدائرية.
العوامل المحفزة للهجرة والمؤثرة في تياراتها:
- العوامل المرتبطة بالمنطقة الأصلية للمهاجرين (منطقة الأصل).
- العوامل المرتبطة بمنطقة استقبال المهاجرين (منطقة الوصول).
- العوائق المتداخلة بين منطقة الأصل ومنطقة الوصول.
- العوامل الشخصية.
إن هذه العوامل تدعو السكان إلى التمسك بالبقاء فيها كما أنها تقوم بجذب سكان آخرون لها ويقابل ذلك عوامل أخرى تدفع عدد من السكان إلى الهجرة داخلها، حيث أن هنالك قطاعاً من السكان لا يتأثر بعوامل الجذب والطرد وهم السكان الأصليون والعازفون عن الهجرة، وبعض هذه العوامل لها تأثير جماعي على السكان كالمناخ المعتدل الذي يعد عامل جاذب للمهاجرين كما أن المناخ السيء يعتبر عامل طرد للمهاجرين.
يوجد اختلافات جوهرية وهامة بين العوامل المرتبطة بمنطقة الأصل والمناطق التي تكون مرتبطة بوصول السكان، فالسكان الذين يعيشون في منطقة ما يتمتعون بمعرفة مباشرة بظروف منطقتهم، ويستطيعون الحكم على مقوماتها الذاتية.