العولمة والتنوع الثقافي

اقرأ في هذا المقال


العولمة والتنوع الثقافي:

ظهر في الأعوام الأخيرة أنّ تأثير ظاهرة العولمة على الثقافات، يُعدَ أمراً حقيقيّاً ولا يوجد أيّ جدال فيه، وذلك بعد أن ضمت عمليات تحويل المعلومات عن طريق الترابط مع التطور التكنولوجي والتطور الرقمي، وبات من السهل أن يحصل كل مستخدم لشبكة الإنترنت على المعلومات التي يريدها من محرّكات البحث المختلفة.

وتشمل تلك المعلومات التي تنتمي إلى روابط العولمة، على مجموعات من الأخبار والصور والفيديوهات والأفلام السينمائية الحديثة والعالمية، وكافة الكتب الفكرية والأدبية والمقالات بأنواعها، كما أصبحت شرائح عريضة من المجتمعات المختلفة في العالم عرضة للاتصال الثقافي والحضاري بمصدّري المنتجات الثقافية المختلفة، ولا شك أن الثقافة الأمريكية تنال نصيب الأسد من إنتاج وتصدير الثقافة إلى العالم بتوجيه استثمارات بمليارات الدولارات نحو صناعة الترفيه والتكنولوجيا الرقمية.

روابط العولمة والتنوع الثقافي تقوم بحكم كافة الدول الكبرى في الاقتصاد العالمي لها، إذّ تعتبر هذه الروابط عبارة عن الجهة المتحكمة الرئيسية في إنتاج الثقافات المتنوعة، وإعادة بثها إلى بقيّة دول العالم كجزء من الاستثمار في اقتصاد تلك الدول، حيث تؤكد الإحصائيّات والدراسات أنّ الاندماج في الثقافات الغربيّة يزيد من نسبة استهلاك الرفاهية على النمط الغربي في المجتمعات النامية.

متطلبات العولمة الثقافية:

أصبح من الأمر المهم والضروري بالنسبة لكافة أفراد الطبقة الوسطى، هو الحصول على أحدث إصدرات التكنولوجيا ومواكبة خطوط الحداثة، متمثلين بذلك بالثقافة الغربيّة، تلك التي تكوّنت في ظل ظروف مغايرة مع واقع اقتصادي أكثر استقراراً.

كما أنّ القيم والتقاليد في بعض الدول التي تستورد تلك الثقافات من دول أخرى، تتعرّض لهزّات عنيفة مع تلاشي الحدود بين الصواب والخطأ وإخضاع كل الأمور إلى النسبية التي تفترض في النهاية نجاح المجتمعات الغربيّة ووجوب التمثل بهم قيميّاً من أجل تحقيق التقدم والرخاء

كما يجب علينا إدراك أمر أن الروابط بين كافة مسارات العولمة والهوية الثقافيّة، لكافة مجتمعات الأفراد تأخذ مساراً أكثر تشابكاً، وفي السنوات الأخيرة قد ظهرت الدعوات التي أدت إلى ظهور رابطة ثقافيّة واحدة ومتكاملة على الصعيد العالمي منذ تسعينيّات القرن الماضي، ولكن تطبيق هذا الأمر على أرض الواقع اصطدم بالعديد من المشكلات أهمها وجود معارضة كبيرة من مثقفي الدول مُتلقية الثقافة.


شارك المقالة: