تعرضت آسيا الوسطى للكثير من الغزوات خلال فترة ظهورها، ففي القرون القديمة كانت تحت حكم بعض السلالات الصينية الحاكمة، حيث وقعت تحت حكم سلالة هان الصينية وسلالة تانغ الصينية ومن ثم تم غزوها من قِبل الأتراك، وخلال القرون الحديثة تعرضت لغزو روسيا والاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.
الغزوات على آسيا الوسطى
بدأت روسيا بالتجهيز لغزو آسيا الوسطى، ولم تكن قوات الخانات مجهزة للهجوم، ولم تكن قادرة فعل لمقاومة تقدم روسيا ، على الرغم من القائد العسكري لهم كان قوياً، تعد ذلك شكلت المعارضة الرئيسية للتوسع الروسي في تركستان والتي كان نسبة منهم من بريطانيا، حيث شعرت بريطانيا أنّ روسيا أصبحت قوية جداً وتشكل تهديداً على الحدود الشمالية الغربية للهند البريطانية، وتم تسمية هذا التنافس باسم اللعبة الكبرى، بدأ التنافس بين بريطانيا وروسيا وذلك من أجل فرض سيطرتهم على المنطقة، لم يؤدي ذلك إلى ضعف عملية غزو شمال نهر أوكسوس، إلا أنّها تمكنت جعل أفغانستان مستقلة وكانت تشكل دولة عازلة بين الإمبراطوريتين.
في عام 1865 ميلادي تم سقوط طشقند بيد الجنرال الروسي تشيرنيايف، تم سقوط بعد ذلك مدينة جيزاك وسمرقند بيد القوات الروسي وكانت عملية السيطرة تتم بشكل سريع، في عام 1867 تم هزيمة خانية قوقند وإمارة بخارى عدة مرات، في عام 1881 ميلادي تم تأسيس الحاكم العام لتركستان الروسية والتي كانت تحت قيادة الجنرال كونستانتين بتروفيتش فون كوفمان، ومقرها في طشقند، خلال حملة الجنرال ميخائيل تم ضم أراضي ترانسكاسبيان وميخائيل سكوبيليف، وأصبحت مدينة أشخاباد جزء من بلاد فارس موديميرف وبنديه جزء من الأراضي الأفغانستانية وجميعها تحت الحكم الروسي.
في عام 1887 ميلادي توقف التوسع الروسي، وذلك بعد قيام بريطانيا وروسيا برسيم الحدود الشمالية لأفغانستان، بقيت أراضي بخارى وخانية خوارزم شبه مستقلة وقد كانت في الأساس عبارة عن محميات على عكس الولايات الأميرية في الهند البريطانية، على الرغم من أن المخاوف العسكرية هي السبب وراء عملية الغزو، وكان لتركستان دور اقتصادي كبير في الاقتصاد الروسي في القرن التاسع عشر ميلادي، قامت الحرب الأهلية الأمريكية؛ ممّا أدى إلى ارتفاع سعر القطن في القرن التاسع عشر ميلادي، وأصبح القطن سلعة مهمة أهمية المنطقة، على الرغم من أنّه كان يتم زراعته خلال حكم الاتحاد السوفيتي.
ساعدت تجارة القطن إلى تحسين سكة حديد التي تربط كراسنوفودسك وسمرقند وطشقند وسكة الحديد التي تمر من أورينبورغ إلى طشقند، وقد أد ذلك لفترة طويلة على تطوير الزراعة للقطن وساعد تركستان الاعتماد على واردات الغذاء من غرب سيبيريا، وعند قيام الحرب العالمية الأولى تم التخطيط لسكة حديد تربط بين تركستان وسيبيريا، على الرغم من سيطرة روسيا عل المنطقة، إلا أنّ حكمها بقي بعيداً عن السكان المحليين، وكان الاهتمام الروسي فقط بالأقلية الصغيرة من السكان الروس في المنطقة، لم يكن المسلمون المحليون يعتبرون مواطنين روسيين، حيث أنّهم لم يكونوا يملكون الامتيازات الكاملة للروس، من حيث الخدمة العسكرية وغيرها من الميزات.
عند بداية القرن السابع عشر ميلادي قامت سلالة تشينغ الصينية بعدد من حملات لهزيمة المغول، حيث قاموا بضم أجزاء من آسيا الوسطى في الإمبراطورية الصينية، في القرن التاسع عشر ميلادي زادت الصراعات الداخلية في الصين وقد أدى ذلك إلى توقف التوسع الصيني خلال تلك الفترة، في عام 1867 ميلادي قاد يعقوب بيك تمرد تم من خلاله إعلان كاشغر استقلالها، وأدت ثورات تايبينج ونيان في الإمبراطورية الصينية إلى عدم تمكن الصين فرض سيطرتها في المنطقة، واستمر التوسع الروسي، وسيطروا على عدد من المدن والتي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الصينية، في عام 1877 ميلادي توفى يعقوب بيغ وأدى ذلك إلى انهيار ولايته في الإمبراطورية الصينية، وفي عام 1884 ميلادي تمكن بكين من استرجاع منطقة كولجيا من الحكم الروسي.
عند بدء الحرب العالمية الأولى ألغت روسيا إعفاء المسلمين من التجنيد الإجباري، وقد أدى ذلك أدى إلى قيام ثورة آسيا الوسطى عام 1916 ميلادي، وفي عام 1917 ميلادي قامت الثورة الروسية، وتم تشكيل حكومة مؤقتة تضم الإصلاحيين، وتم الإعلان عن استقلال تركستان، إلا أنّ القوات السوفيتية قامت بتدمير الحكومة الجديدة في طشقند، كما تم عملية غزو بخارى وخوارزم، وتم تدمير قوات الاستقلال، لكن مقاتلين بسماشي استمروا في قتال الشيوعيين واستمر الصراع حتى عام 1924 ميلادي، بدأت الثورة الروسية الانتشار في منغوليا، وعلى الرغم من أنّ منغوليا لم تكن جمهورية سوفياتية، إلا أنّها أصبحت فيما بعد جمهورية شيوعية.
في عام 1911 ميلادي تم تأسيس جمهورية الصين وكانت تلك الفترة مليئة بالصراعات في الصين وأدت تلك الصراعات إلى التأثير على ممتلكات أسرة تشينغ الموجودة في آسيا الوسطى، سيطرت جمهورية الصين على المنطقة الموجودة في جنوب شينجيانغ، وتعرضت إلى تهديد من الانفصاليين والشيوعيين، وأصبحت المنطقة بعد ذلك مستقلة تحت حكم الحاكم الإقليمي، قام الاتحاد السوفيتي بتأسيس عدد من القنصليات في المنطقة وقام بإرسال المساعدات، كانت حاكم شينجيانغ يسع المحافظة على علاقته بموسكو واتي تعني له أهمية أكبر من نانكينج.
مع قيام الحرب الأهلية الصينية زادت الاضطرابات وأصبحت المنطقة تعاني من عدم الاستقرار في وظهر القوميين الأتراك والذي سعوا إلى الاستقلال، في عام 1933 ميلادي، تم الإعلان عن تأسيس جمهورية تركستان الشرقية الأولى، إلا أنّها لم تستمر لفترة طويلة وتم تدميرها بمساعدة السوفييت، في عام 1941 ميلادي غزت ألمانيا الاتحاد السوفيتي، وأدى ذلك إلى قيام صراعات أهلية في المنطقة وتم تأسيس جمهورية تركستان الثانية، وقامت الصين في عام 1949 ميلادي بضم المنطقتين إلى حكمها.
وقعت آسيا الوسطى السوفيتية تحت سيطرت القوات البلشيفية وتم بعد ذلك إعادة التنظيم العسكري والإداري فيها، في عام 1918 ميلادي أسس البلاشفة جمهورية تركستان الاشتراكية السوفياتية والتي كانت تتمتع بالحكم الذاتي وتم ضم بخارى وخوارزم وأصبحتا جزء من الجمهورية الاشتراكية السوفياتية، في عام 1919 ميلادي تم لجنة لإعادة إدارة تركستان والتي تم الإعلان عنها كونها دولة سوفيتية ومن ثم اعلنت طاجيستكان عن انفصالها عن الاتحاد السوفيتي، وتم الإعلان عن تأسيس جمهورية تركستان السوفيتية، كان السوفيت يسعون إلى تقسيم المنطقة؛ وذلك من أجل أنّ لا تظهر قو عظم في المنطقة.
عند قيام الحرب العالمية الثانية تمت عملية التهجير القسري للكثير من اللاجئين إلى آسيا الوسطى، وخلال حكم سلالة تشينغ الصينية تمكنت الصين من فرض سيطرتها عل جمهورية تركستان، وزادت الصراعات خلال تلك الفترة؛ ممّا أد إلى تهجير شعب الهان الصيني من أراضي آسيا الوسطى، وعل الرغم من الصراعات الكثيرة التي خاضتها آسيا الوسطى، إلا أنّها بقيت محافظة على معظم أراضيها.