الغزو المغولي الأول لبورما: هي مجموعة من الصراعات التي قامت بين سلالة يوان وتم خلال تلك الفترة تقسيم الإمبراطورية المغولية، وفي عام 1277 ميلادي تمكنت إمبراطورية المغول من السيطرة على أراضي بورما وذلك بعد خوض العديد من الصراعات، ولعل السبب الرئيسي في سقوط بورما بسرعة في يد المغول؛ هو الصراعات السياسية الداخلية والضعف التي كانت تعاني منه وظهور عدد من الولايات القوية في جنوب شرق آسيا.
الغزو المغولي الأول لبورما
في القرن الثالث عشر ميلادي كانت إمبراطورية الخمير وإمبراطورية الباغانية من أهم الإمبراطوريات في جنوب شرق آسيا البري، وكانت الصين من الدول المجاورة لها، كما كانت مملكة دالي من الممالك التي تتمتع بالحكم الذاتي في تلك المنطقة، كما كانت بعض الممالك تتخذ من مملكة دالي مستقراً لها وشكلت تحالف مع إمبراطورية التبتية والتي عُرف عنها بوجود الجيش القوي والذي خاض حروباً كثيرة في بورما خلال فترة العصور الوسطى.
تمكنت إمبراطورية المغول من السيطرة على عدة ممالك والتي كانت متقاربة من بعضها البعض ولا يفصل بينها إلا سلالة من الجبال المرتفعة، في عام 1252 ميلادي تمكنت إمبراطورية المغول وخلال خملة غزواتها من الوصول إلى الإمبراطورية الباغانية وقامت بغزو مملكة دالي؛ وذلك من أجل السيطرة على منطقة سونغ الصينية.
لم يقوم المغول بأي أعمال تخريبية عند وصولهم الحدود ولم يتعدوا على النظامين حيث كان هدفهم الرئيسي هو القضاء على مدينة سونغ؛ وذلك لأهمية تلك المنطقة بالنسبة للمغول، حيث أنّها تربط بين بورما والصين والهند، أقام المغول بعد ذلك القواعد العسكرية في مملكة دالي، في القرن الثالث عشر ميلادي ومع بدء تقدم إمبراطورية المغول كانت الإمبراطورية الباغانية تعاني من التراجع والضعف؛ وذلك بسبب اتباعها نظام تخفيض الضرائب؛ ممّا أدى إلى الضعف الاقتصادي والعسكري فيها.
أدت تلك الأمور إلى عدم تمكن الإمبراطورية الباغانية من السيطرة على التمردات الداخلية والهجمات الخارجية، وفي ذلك الوقت ما زال المغول يتقدمون في أراضيها، مع نهاية القرن الثالث عشر ميلادي انتهت فترة الهدوء بين الإمبراطوريتين وكانت منطقة سونغ في حالة انهيار وقرر المغول السيطرة على الحدود؛ ممّا دفع حكام الولايات إلى الاستسلام، في عام 1277 ميلادي بدأت الحرب الحدودية بين الإمبراطوريتين ونتج عن الصراع انتصار الإمبراطورية المغولية.
