قامت الإمبراطورية المنغولية بغزو فيتنام عدة مرات والتي استمرت لثلاثة مراحل وأطلق على تلك الغزوات الغزو المنغولي لفيتنام وبدأت الإمبراطورية بعملية الغزو في عام 1258 ميلادي وقد كانت فيتنام في تلك الفترة تحت حكم سلالة تران وسلالة شامبا واستمر الغزو المنغولي حتى عام 1288 ميلادي.
الغزو المنغولي لفيتنام
مع منتصف القرن الثالث عشر ميلادي كانت الإمبراطورية المنغولية تسيطر على جزء كبير من أراضي أوراسيا وجزء من أراضي الصين وآسيا الوسطى ومنشوريا ومنغوليا وأراضي الأناضول وشرق أوروبا وجنوب غرب آسيا وأراضي التبت، بدأ الخان مونغكي في عام 1259 ميلادي بالتخطيط لغزو سلالة سونغ وقد كان من قبل قد عدد من الانتصارات في المعارك التي خاضها.
في عام 1257 ميلادي قام يورو نانغ خاداي بإرسال عدد من الرسائل إلى إمبراطور فيتنام وطلب منه بأنّ يسمح للقوات العسكرية المنغولية العبور من أراضي الإمبراطورية الفيتنامية إلى جنوب الصين، فقام الإمبراطور الفيتنامي بسجن المبعوثين المنغوليين، الأمر الذي دفع الإمبراطورية المنغولية القيام بغزو فيتنام.
في ذلك الوقت كانت فيتنام واقعة تحت حكم سلالة تران والتي يعود أصلها إلى مقاطعة فويجان ومن ثم هاجروا إلى فيتنام وقاموا بتأسيس دولة لهم في الأراضي الفيتنامية وحكموها وأصبحوا حكام فيها إلى جانب السلالة الحاكمة الملكية.
حسب الدراسات التاريخية الفيتنامية أنّ بعد الغزو المغولي لسلالة سونغ هناك مجموعة من سلالة سونغ الصينية الحاكمة قامت بالهروب إلى سلالة تران الموجودة في فيتنام وساعدوهم وقاتلو إلى جانبهم ضد المغول، بدأ الضباط الصينيين بعد ذلك بالخروج من سونغ الجنوبية وتوجهوا إلى فيتنام وتزوجوا من الأسرة الحاكمة.
في عام 1258 ميلادي قام الجنرال المنغولي “يوريانغ خاداي” بقيادة عدد كبير من الجيش المنغولي وغزو فيتنام، قام الجيش الفيتنامي المشاركة في الحرب واستخدموا الفيل للركوب عليه والقتال عن ظهره.
أدت شراسة الحرب إلى خوف الحيوانات ودخول الحرب في حالة من الفوضى ولم يتمكن الجيش الفيتنامي من السيطرة على ساحة الحرب؛ ممّا أدى إلى هزيمتهم وسيطر المنغول على العاصمة وسيطروا على الأسلحة التي تركها الجيش الفيتنامي خلفه.
هرب الإمبراطور الفيتنامي إلى جزيرة بحرية وقام الفيتناميين بحرق الأراضي الزراعية، على الرغم من سيطرة الجيش المنغولي على العاصمة، إلا أنّه لم يتمكن من السيطرة على باقي المدن والتي بقيت تحت سيطرة الشعب الفيتنامي.