الفئات الاجتماعية التي اعتمدت عليها الدولة الأموية:
بنو أمية:
تولية الأمويين المناصب:
كان خلفاء الدولة الأموية يقومون بتعيين من هم من بنو أمية في مناصب سياسية معينة، وكان معاوية بن أبي سفيان يقوم بتعيين بني حرب وبني العاص ولاةً للحجاز، وكان تركيزه على تعيين الأشخاص من بنو أمية فقط على الحجاز؛ وذلك ليقضي على طموحاتهم في السياسة، وكان يحدّ من طموحاتهم بأنه لم يكن يبقي أحداً من بنو أمية والياً لوقت طويل.
وعيَّن معاوية بن أبي سفيان أخيه عنبسة وأمه عاتكه بنت أبي أزيهر لولاية الطائف، وبعدها قام بعزله ووضع أخيه الثاني عتبة وأمه هند بنت عتبة، وعندما سأله عنبسه عنن سبب عزله له على الرغم من أنه لم يكن خائناً أو مقصراً، فأجابه معاوية بأن أمه هي هند، وأيضاً عيَّن مروان بن الحكم بن أبي العاص على المدينة ثم عزله وعيَّن سعيد بن العاص بن أمية.
وقام معاوية بتعيين عبد الملك بن مروان على ديوان المدينة وذلك بطلب مروان بن الحكم، ولام سعيد بن عثمان معاوية بن أبي سفيان لعدم توليِّه لأي من المناصب وعلى الرغم من تخليهم للخلافة له، وغضب سعيد غضباً شديداً بعد أن جعل معاوية ولاية العهد لابنه يزيد، ولأنه هو الأحق فيها لأن أبوه هو كان خليفةً مظلوماً وهو عثمان بن عفان.
وتجاهل معاوية بن أبي سفيان مطالب سعيد بن عثمان، ولم يقم معاوية بتعيين أي أحد من أقاربه على الولايات المهمة كولاية العراق باستثناء ابن أخته عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي، وكان قد عيَّنه بعد وفاة زياد بن أبيه، ولكم طرده أهل الكوفة بسبب سوء سيرته.
وكان معاوية خائفاً من تعيين أي أحد من أقاربه على الولايات الهامة؛ خوفاً من أن يحتفظوا بأموال الخراج ويستقلوا على حسابه، وكان يزيد بن معاوية يسير على سياسة أبيه، ولم يعين أي أحد من أقاربه على ولاية العراق، واستمر هذا النهج في عهد المروانيين.
ثراء الأمويين:
كان الخلفاء يمنحون أقربائهم الأموال والقطائع، فقد قام يزيد بن معاوية بن عبد الملك بن مروان بقطع أرض كان يملكها معاوية بن أبي سفيان، واشتراها بعض اليهود وهي في وادي القرى، وكانت بداية سياسة توزيع الأراضي في عهد عثمان بن عفان وأكملها من بعده معاوية بن أبي سفيان، حيث قام معاوية بمنح قطائع من أراضي الصوافي لبنو أمية.
وكان مسلمة بن عبد الملك من أثرياء الدولة، وكانت ثرواته بإمكانها مساعدة الخليفة، فقد عمل على تسليم أمواله وقيامه بمشروع مقابل إقطاع الطساسيج.
الأشراف في الدولة الأموية:
أشراف الشام:
كان معاوية بن أبي سفيان يهتم كثيراً لأشراف الشام؛ لأنه كان والياً على الشام في عهد عمر بن الخطاب، وكانت الشام مقراً رئيسي للخلافة الأموية، وكان معاوية قد قام بزيادة الرابط مع قبيلة كلب وهي أهم فرع في قضاعة، فتزوج بنت بحدل الكلبية أم يزيد بن معاوية.
أشراف الكوفة:
كان معاوية بن أبي سفيان قد كلَّف أشراف الكوفة للقضاء على ثورة المستورد بن علفة، فاستجاب له الأشراف وقضوا على الثورة، وكان خلفاء الدولة الأموية يعتمدون على الأشراف ليجذبوا عشائرهم وقبائلهم وأسيادها، وقد ضعفت طبقة الأشراف في الكوفة بعد ثورة ابن الأشعث، خاصةً بعد أن ناصرَ الأشراف لهذه الثورة، فأمر الحجاج بن يوسف بقتلهم.
أشراف البصرة:
حاول معاوية بن أبي سفيان جاهداً أن يضمن أشراف البصرة، وقد دفع لهم الكثير من الأموال لشراء ضمائرهم، وأجلس منهم على سريره كالأحنف بن قيس وكان يحترمه لشدة حكمته، وظلَّ أشراف البصرة موالين للخلافة الأموية في عهد الخليفة يزيد بن معاوية.
أشراف خراسان:
كان معاوية بن أبي سفيان يحترم عقل شريف خراسان حضين بن المنذر الرقاشي من شيبان.
أشراف الحجاز:
قام الخليفة يزيد بن معاوية بإكرام أشراف المدينة عندما أتوا إليه، وأغدق على الأشراف الكثير من الأموال والعطايا؛ لأنهم ينتمون أساساً لقبيلة قريش، وواصل يزيد السير في خطى والده لتوثيق العلاقات مع أشراف الحجاز، ودعَّم الخلفاء السفيانيون علاقاتهم مع أشراف مصر.
أشراف مصر:
أكرم معاوية بن أبي سفيان أشراف مصر، فمنحهم الدور كعمير بن وهب بن عمير، وكان أشراف مصر يرافقون عتبة بن أبي سفيان والي مصر عند ذهابه للخليفة معاوية بن أبي سفيان.
الفقهاء في الدولة الأموية:
الفقية هو شخص له القدرة على استخراج واستنباط أحكام جديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولم يكن لدى الفقهاء ارتباط في سلطة الدولة الأموية حتى عهد عمر بن عبد العزيز، وقد درس عمر على يد أكبر علماء المدينة كعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن معسود، وسعيد بن المسيَّب، وعروة بن أُذينة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والزهري.
وعندما تولَّى عمر بن عبد العزيز الخلافة أرسل للحسن البصري ولمطرف بن عبد الله الشخير ليعظوه، وقد ردوا عليه بأن يتمسك بحبل الله تعالى، وألا تغويه الدنيا.