إنَّ مصطلح تنظيم المجتمع الريفي ظهر قبل مفهوم التنمية الاجتماعية للمجتمع الريفي بفترة زمنية طويلة، كما تمَّ القيام بمجموعة من الدراسات والمسوح الاجتماعية في فرنسا وإنجلترا منذ فترة زمنية طويلة على بعض المشاكل الاجتماعية من أجل وجود حلول سريعة.
كما قام مجموعة من علماء الاجتماع الريفي منهم جون هوارد وفريدريك بوث تشارلز وليبلاي، قاموا بمسح اجتماعي الذي تمَّ في الولايات المتحدة الأمريكية عن آثار التحضر والتصنيع المعروف.
والتي أدت إلى ظهور الحاجة والضرورة في إيجاد طريقة حل المشاكل الاجتماعية وبالتالي أدت إلى ظهور محاولات من أجل تنظيم المجتمع الريفي.
نشأة مفهوم تنظيم المجتمع الريفي ومفهوم تنمية المجتمع الريفي:
حيث يرى علماء الاجتماع الريفي أنَّ مصطلح تنظيم المجتمع الريفي تأثَّر بمراحل النشأة الأولى التي تتعلق بحل المشاكل الاجتماعية الريفية، منها ملاءمة الخدمات، وامتد ليشمل الحاجات المادية والبشرية.
كما أنَّ احتياجات ورغبات السكان، ومحاولة السكان استغلال الموارد الداخلية والخارجية والعمل على عمل تغير مقصود في المجتمع الريفي من خلال الجهود الموجهة نحو تنفيذ وتحقيق البرامج والأهداف العامة.
كما ظهر بعد الحرب العالمية الثانية مصطلح تنمية المجتمع بين العلماء الاجتماع، حيث أنَّ الأمم المتحدة اهتمت بالعمل على التكيف في عملية تنظيم المجتمع لصالح البلاد المتخلفة والنامية.
فأدى هذا الاحتياج إلى ظهور مصطلح التنمية الاجتماعية في المجتمع الريفي، وتَحمل في مفاهيمها على العمليات الاجتماعية المبذولة من أجل التوفيق بين السياسة العامة لتطوير وتنظيم المجتمع الريفي من ناحية اقتصادية واجتماعية على المستوى المحلي والقومي والعالمي.
والاعتماد على الجهود الحكومية والأهلية المترابطة والمُنسَّقة؛ من أجل حل المشاكل المجتمع الريفي، وتمَّ التمييز بين مصطلح التنمية المجتمع ومصطلح تنظيم المجتمع.
وتمَّ التركيز على التنمية الاقتصادية إلى جانب التنمية الاجتماعية، وإبراز دور الحكومة وضرورة الخطط العامة وكما يرى علماء الاجتماع الريفي أنَّ المصطلحين مترادفين ويتم استخدامها ليُكمّل كل منهما الآخر.
حيث يرى علماء الاجتماع الريفي أنَّ مصطلح تنظيم المجتمع الريفي أضيق في نطاقه واستخدامه من مصطلح تنمية المجتمع الريفي.
حيث أنَّ مصطلح تنظيم المجتمع يركز بصورة أساسية على تفعيل وتنظيم العلاقات الاجتماعية، والعمل على تفعيل قدرة العمل الجماعي أو ما يُعرف برأس المال الاجتماعي بينما التنمية الاجتماعية تختص بجميع المحاور البيئية والمادية والبشرية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية للتكوين الاجتماعي، من خلال الاستغلال الأمثل المعروف بالاستقامة والاعتدال الاجتماعي.
