الفوارق في شروط الحياة والسلوك بين الطبقات الاجتماعية:
بإمكاننا أن نحكم على طبيعة واتساع الفروق في تصرفات وظروف الطبقات الاجتماعية، وبصورة أساسية من خلال منظار الفئات الاجتماعية المهنية.
فإنه مهما كان المجال الذي تتوافر عنه المعطيات، نلاحظ دائماً تقريباً وجود اختلافات بين الفئات والجماعات الاجتماعية المهنية، وبصورة عامة هذه الاختلافات تنتظم دائماً بالطريقة نفسها بحيث إنها تمكن من إقامة تراتبية للفئات فيما بينها، ابتداءً من الكوادر العليا والمهن الفكرية المختلفة، ومن ضمنها المهن الحرة، من الطرف الأول إلى العمال ومن ضمنهم العمال الزراعيون من الطرف الآخر.
إن وضعيات المزارعين والحرفيين التجار وأرباب العمل، هي نسبياً غير مؤكدة عندما ينظر إليها بهذا القدر من التجميع ولكنها أقل تأكيداً بكثير عندما نوزعها على الفئات الاجتماعية المهنية، على سبيل المثال هذه بعض الانحرافات، إن 80% من الكوادر ذهبوا إلى السينما مرة واحدة على الأقل خلال الإثني عشر شهراً الأخيرة، 60% من الموظفين و45% من العمال، إن الكادر العالي يملك 53 فرصة من أصل 100 بأن ينظم أوقات عمله وعطله بحرية، بينما العامل لديه 3 فرص من 100، إن احتمال الحياة في عمر 45 سنة للمرأة الكادر العالي هو 39,4 سنة، وللمستخدمة هو 38,5 سنة، وللعاملة هو 37,2 سنة، إن الاختلافات الوسطية هي إذن واضحة جداً ومن هذه الزاوية يصبح التبنين الطبقي لا جدال فيه.
إن السؤال المطروح هو معرفة درجة رسوخ هذا التبنين وتطوره عبر الزمن، فتقدير رسوخ البنية لا يتم بدون صعوبات، والصعوبة الأولى هي معرفة ما إذا كان المقياس يجب أن يكون ضمنياً أو مصححاً بظواهر بديلة.
الوفاتية التفاضلية للرجال والنساء:
وهكذا، إن الوفاتية التفاضلية للرجال والنساء هي مهمة، فهل يجب أخذها بالحسبان لمقارنة الوفاتية التفاضلية بحسب الطبقات الاجتماعية؟ إن الموضوع حساس جداً فيما يتعلق بمستويات التعليم والدخل، لأنه إذا كانت الانحرافات بين الفئات مؤكدة فإن الانحرافات المصححة نظراً لكون الفئات الاجتماعية، المهنية تختلف أيضاً على هذين الصعيدين الفروق الصافية، هي أقل بكثير من ذلك، بل حتى إنها تزول كلياً، والصعوبة الثانية هي في تحديد ما إذا كانت التشتتات حول المعدلات تسهم أم لا في طمس الحدود، فالموضوع هو صعب تقنياً ودراسته قد بدأت فقط للتو.
والسؤال الأخير هو حول التطورات، هل ستتراجع الانحرافات؟ هنا أيضاً النتائج يمكنها أن تتعلق بشكل كبير بالاصطلاحات المعتمدة، إلا أن النقطة التي لا جدال فيها هي أن الوضعيات النسبية ظلت تقريباً ثابتة منذ الحرب.