القتال في معركة اليرموك

اقرأ في هذا المقال



خريطة معركة اليوم الأول، تظهر هجمات محدودة للجيش البيزنطي، هجمات محدودة قام بها الجيش البيزنطي بدأت المعركة في (15 أغسطس 636)، عند الفجر، اصطف كلا الجيشين للمعركة على بعد أقل من ميل، يُسجل في سجلات المسلمين أنّه قبل بدء المعركة، ركب القائد جورج، قائد الوحدة في الوسط البيزنطي الأيمن، الخط الإسلامي وتحول إلى الإسلام، سيموت في نفس اليوم وهو يقاتل على الجانب الإسلامي.
بدأت المعركة عندما أرسل الجيش البيزنطي أبطاله للمبارزة مع المسلمين، كان المبارزون مدربين سيوفاً ومدربين تدريباً خاصاً، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من قادة العدو لإلحاق الضرر بمعنوياتهم، في منتصف النهار بعد خسارة عدد من القادة في المبارزات، أمر فاهان بهجوم محدود مع ثلث قوات المشاة لاختبار قوة واستراتيجية الجيش المسلم، وباستخدام تفوقهم العددي والأسلحة القوية، تمّ تحقيق اختراق في خط معركة المسلمين من مكان ضعيف.
لكنّ الهجوم البيزنطي كان يفتقر إلى التصميم؛ لم يتمكن العديد من الجنود البيزنطيين من الضغط على الهجوم على قدامى المسلمين، كان القتال معتدلاً بشكل عام على الرَّغم من أنّه كان شديدًا في بعض الأماكن، لم يعزز فاهان قوات المشاة الأمامية، التي تمّ الاحتفاظ بثلثيها في مكان احتياطي مع نشر الثلث لإشراك المسلمين، وعند غروب الشمس، قطع الجيشان الاتصال وعادوا إلى معسكرات كل منهما.


المرحلة الأولى: بدأت في (16 أغسطس 636)، قرر فاهان في مجلس حرب شن هجومه قبل الفجر بقليل، للقبض على القوة المسلمة وهي غير مستعدة أثناء أدائهم صلاة الفجر، خطط لإشراك قوتين مركزيتين مع المركز الإسلامي في محاولة لتعطيلهم بينما ستكون التوجهات الرئيسية ضد أجنحة الجيش المسلم، والتي سيتم بعد ذلك طردها من ساحة المعركة أو دفعها نحو المركز.
لمراقبة ساحة المعركة، كان لدى فان جناح كبير مبني خلف جناحه الأيمن مع قوة حارس أرميني، أمر الجيش بالاستعداد للهجوم المفاجئ، ومع ذلك فقد استعد خالد بن الوليد لمثل هذه الحالة الطارئة من خلال وضع خط أمامي قوي خلال الليل لمواجهة المفاجآت، ممّا منح المسلمين الوقت للاستعداد للمعركة، في المركز لم يقاتل البيزنطيون بشدة، بقصد تثبيت فيلق الوسط المسلم في موقعهم ومنعهم من مساعدة الجيش الإسلامي في مناطق أُخرى.
وهكذا ظل المركز مُستقرا، لكن الوضع كان مختلفا على الأجنحة القناطر، قائد الجناح الأيسر البيزنطي، الذي كان يتألف بشكل رئيسي من السلاف، هاجم بقوة وكان على المشاة المسلمون على الجناح الأيمن التراجع.
أمر عمرو، قائد الجناح اليميني المسلم، فوج سلاح الفرسان بهجوم مضاد، مما أدّى إلى تحييد التقدم البيزنطي واستقرار خط المعركة على اليمين لبعض الوقت، لكن التفوق العددي البيزنطي جعلهم يتراجعون نحو معسكر القاعدة الإسلامية.
المرحلة الثانية: أمر خالد وهو مدركًا للأوضاع في الأجنحة، سلاح الفرسان في الجناح الأيمن بمهاجمة الجناح الشمالي من الجناح الأيسر البيزنطي، بينما هاجم حارسه المحمول الجناح الجنوبي من الجناح الأيسر البيزنطي، واليمين الإسلامي هاجمت مشاة الجناح من الجبهة، أجبر الهجوم الثلاثي الجوانب الجناح اليساري البيزنطي على التخلي عن مواقع المسلمين التي اكتسبوها، واستعاد عمرو أرضه المفقودة وبدأ في إعادة تنظيم سلاحه لجولة أخرى.


كان الوضع على اليسار الإسلامي المسلم، الذي أمر به يزيد أكثر خطورة، تمتع الجناح اليميني المسلم بمساعدة الحرس المتنقل وليس الجناح الأيسر، والميزة العددية التي تمتع بها البيزنطيون تسببت في اجتياح المواقع الإسلامية، مع تراجع الجنود نحو معسكرات القاعدة هناك كسر البيزنطيون السلك تحرك تشكيل الاختبار التجريبي الذي تبناه جيش غريغوري ببطء ولكن كان لديه أيضًا دفاع جيد.
استخدم يزيد فوج سلاح الفرسان لهجوم مضاد لكنَّه تمّ صده، على الرّغم من المقاومة الشديدة، عاد محاربو يزيد على الجناح الأيسر أخيرًا إلى معسكراتهم ولحظة بدا أنّ خطة فاهان ناجحة.
تمّ تثبيت مركز الجيش الإسلامي وتمّ دفع أطرافه إلى الخلف ومع ذلك، لم ينكسر أي من الجناحين على الرغم من أنّ المعنويات قد تضررت بشدة، وقد استقبلت النساء المسلمات المتقاتلات الجيش المسلم المتراجع في المخيمات بقيادة هند، يدواين الجرحى، ويحرضن المسلمين على القتال، حتى أنهنَّ شاركن في القتال، حيث قامت النساء المسلمات بتفكيك خيامهن، وتسلحن بأعمدة الخيام، وكانت النساء تغني أغاني مرتجلة من معركة أحد، يتهمن أزواجهن ورفاقهم بترك نسائهم للكفار، يا من تهرب من امرأة ثابتة من لديه الجمال والفضيلة واتركها للكافر والتملك والعار والدمار، كانت هذه الأغاني الحماسية قد أشعلت نار الغيرة والحماس على العرض والدين، ممّا أجّج في صدور المسلمين القوة والقدرة على المواجهة، وجعل دماء المسلمين المتقهقرين تغلي لدرجة أنّهم عادوا إلى ساحة المعركة.


المرحلة الثالثة: بعد أنّ نجح في تثبيت الموقف على الجناح الأيمن، أمر خالد بن الوليد سلاح الفرسان المتنقل بتوفير الراحة للجناح الأيسر المضروب، قام خالد بن الوليد بتفكيك فوج واحد تحت ضرار بن الأزور وأمره بمهاجمة جبهة جيش ديرجان (يسار الوسط) لخلق تحويل وتهديد بانسحاب الجناح اليميني البيزنطي من موقعه المتقدم.
مع بقية احتياطي الفرسان هوجم جناح غريغوري، هنا مرة أخرى، تحت الهجمات المتزامنة من الجبهة والجوانب، تراجع البيزنطيون ولكن ببطء أكثر لأنّه كان عليهم الحفاظ على تشكيلهم، عند غروب الشمس قطعت الجيوش المركزية الاتصال وانسحبت إلى مواقعها الأصلية وتمّ ترميم الجبهتين على طول الخطوط التي كانت مشغولة في الصباح ترك وفاة ديرجان وفشل خطة معركة فاهان الجيش الإمبراطوري الأكبر معنوياً نسبيًا، لكن الهجمات المضادة الناجحة التي قام بها خالد شجعت قواته على الرّغم من صغر عددهم


في (17 أغسطس 636)، تفكر فاهان في إخفاقاته وأخطائه في اليوم السابق، حيث شن هجمات ضد الأجنحة الإسلامية المعنية، ولكن بعد النجاح الأولي، تمّ دفع رجاله إلى الوراء أكثر ما أزعجه هو خسارة أحد قادته، قرر الجيش البيزنطي خطة أقل طموحًا.
وكان فاهان يهدف الآن إلى كسر جيش المسلمين في نقاط محددة، قرر الضغط على الجناح الأيمن المكشوف نسبيًا، حيث يمكن لقواته المُركبة المناورة بحرية أكبر مقارنة بالتضاريس الوعرة في الجناح الأيسر للمسلمين.
كان من المفترض أنّ يكون التقاطع بين الوسط الأيمن الإسلامي، الذي يمسكه جناحه الأيمن من قبل السلاف القناطر، لتفريقهم حتى يتم قتالهم بشكل منفصل.
استؤنفت المعركة بالهجمات البيزنطية على الجناح الأيمن والوسط الأيمن للمسلمين، بعد توقف الهجمات الأولية من قبل البيزنطيين، تراجع الجناح اليميني المسلم، تبعه الوسط الأيمن وقيل لهم مرة أخرى أنّ نساءهم قابلتهم وأساءوا إليهم ومع ذلك تمكن الفيلق من إعادة تنظيم مسافة من المخيم وتمسكوا بموقفهم استعدادًا لهجوم مضاد.

مع العلم أنّ الجيش البيزنطي كان يركز على اليمين المسلم، شن خالد بن الوليد هجومًا مع حارسه المتنقل، جنبًا إلى جنب مع سلاح الفرسان الأيمن الأيمن، ضرب خالد بن الوليد في الجناح الأيمن من الوسط الأيسر البيزنطي، وضرب احتياطي الفرسان في الوسط الأيمن للمسلمين في المركز الأيسر البيزنطي في الجناح الأيسر، في غضون ذلك أمر سلاح الفرسان اليميني المسلمين بالهجوم على الجناح الأيسر من الجناح الأيسر البيزنطي.
سرعان ما تطورت المعركة إلى حمام دم سقط العديد من الجانبين أنقذت هجمات خالد في الوقت المناسب مرّة أخرى اليوم بالنسبة للمسلمين وعند الغسق، تمّ دفع البيزنطيين إلى المواقف التي كانوا عليها في بداية المعركة.


شارك المقالة: