اقرأ في هذا المقال
- أهمية الصحة العامة والحملات الصحية في علم الاجتماع الطبي
- القضايا التي تهتم بالحملات الصحية وعلاقتها بالثقافة في علم الاجتماع الطبي
أهمية الصحة العامة والحملات الصحية في علم الاجتماع الطبي:
إن برامج الصحة العامة والحملات الصحية مثال يكشف عن ضرورة الاهتمام بالعوامل الثقافية ﻹقناع أبناء الثقافات التقليدية بتبني الممارسات والعادات الصحية، فقد اهتمت إحدى هذه الحملات بإقناع أبناء قرية لوس مولينوس بمجتمع بيرو يغلي مياه الشرب قبل استعمالها، للوقاية من المرض، ومع ذلك لم تنجح الحملة الصحية ﻷنها لم تراعي الثقافة السائدة في القرية.
ومن خلال هذه الحملات الصحية وعلاقتها بالثقافة السائدة، يسهم المنظور الثقافي بتوضيح بعض القضايا الهامة التي ترتبط بهذه الحملات، وفي ما يلي نعرض ﻷهمها:
القضايا التي تهتم بالحملات الصحية وعلاقتها بالثقافة في علم الاجتماع الطبي:
1- إن إدخال مرافق محددة في المجتمع المحلي التقليدي، لا يعقبه بالضرورة تحمس الناس لاستخدامها، بل قد يتحمسون لمقاومتها، وهذا واضح في حالة إدخال المراحيض في البيوت في بعض المجتمعات، حيث تعود المقاطعة إلى مفاهيم ثقافية مرتبطة بالتفاعل الاجتماعي.
2- إن إنشاء المستشفى في المجتمع التقليدي، لا يشجع الناس للوهلة الأولى للإقامة فيها للعلاج، ﻷن القيم العائلية والقرابية تحول دون عزلة المريض وتركه وحيداً بالمستشفى، كذلك فهم يرفضون فكرة الزيارات الخاطفة والمواعيد المحددة لها، ويعتبرونها تهديداً لحياتهم الاجتماعية، وبالتالي قد يحجمون عن طلب الخدمة الصحية الرسمية، ويعتمدون على الخدمة غير الرسمية.
3- كثيراً ما تملي الثقافة المحلية على أبنائها أن يتجهوا نحو الحاضر، ويتغاضوا عن المستقبل، وبالتالي فقد يرفضون الخدمات الصحية الوقائية كالتطعيمات وبعض التحليلات الطبية، ولعل برنامج وحملات تطعيم الحوامل ضد التيتانوس، فعل سبيل المثال ترفض الحامل إعطاء عينة دم قدرها 1-2 سم، وقد يهدد الزوج الممرضة ويحملها مسؤولية إصابة الزوجة بأية أعراض مرضية في المستقبل.
4- تلعب العادات الغذائية دوراً واضحاً في تهديد الصحة العامة للمجتمعات التقليدية والمتقدمة على حد سواء، فالإكثار من السكريات والأسماك المملحة، والنشويات يرتبط بقيم ثقافية وعادات غذائية في المجتمع، ويهدد الصحة العامة، وبالتالي يستدعي الأمر فهم وإدراك هذه العادات الغذائية والقيم الثقافية، ومراعاتها عند إدخال برنامج صحي وتنفيذه والحرص على الاتساق بينهما وبين العادات الغذائية الجديدة.
ولعل المنظور الثقافي يزداد وضوحاً وأهمية في حالات التغير الاجتماعي والثقافي، فبرامج التغير الاجتماعي ومشروعاته تعرض الحياة الاجتماعية للتحول، بمعدل سريع عنيف أو بطيء متدرج، الذي يؤدي إلى تعديل نماذج التكيف الثقافي، وقد ينتج عن ذلك تعرض المجتمع لمخاطر صحية في بعض الأحيان، أو وقايته من أمراض محققة في أحيان أخرى.