كانت الكتابة أداة رئيسية في مركزية الدولة المصرية وعرضها الذاتي، وكانت الكتابة تستخدم بشكل رئيسي للإدارة لم يتم الاحتفاظ بنصوص متصلة، حيث يبدو أنّ النصوص الأدبية الوحيدة المتبقية المكتوبة قبل أوائل الدولة الوسطى وكانت قوائم بالمعلومات التقليدية المهمة وربما الأطروحات الطبية، وتم تقييد استخدام وإمكانات الكتابة من خلال معدل معرفة القراءة والكتابة، والذي ربما كان أقل بكثير من 1 في المائة وبالتوقعات لما يمكن أن تفعله الكتابة.
الكتابة
تم اختراع النوعين الأساسيين من الكتابة –الهيروغليفية التي كانت تستخدم في المعالم الأثرية والعرض، والصيغة المتصلة المعروفة باسم الهيراطيقية- في نفس الوقت تقريبًا في أواخر عصر ما قبل الأسرات المصرية.
الكتابة الهيروغليفية
تم التعرف علنًا على الكتابة الهيروغليفية مع مصر، وربما بسبب هذا الارتباط بدولة واحدة قوية ولغتها وثقافتها، ونادرًا ما تم تكييف الكتابة المصرية لكتابة لغات أخرى، وهو يتناقض في هذا مع الكتابة المسمارية لبلاد ما بين النهرين غير المركزية نسبيًا والمتعددة اللغات، ومع ذلك من المحتمل أن تكون الحروف الهيروغليفية المصرية قد خدمت في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد كنموذج تطورت منه الأبجدية، وهي الأكثر انتشارًا في نهاية المطاف بين جميع أنظمة الكتابة.
الأعمال الأدبية
تمت كتابة الأعمال الأدبية في جميع المراحل الرئيسية اللاحقة للغة المصرية، أي المصرية الوسطى والشكل الكلاسيكي للمملكتين الوسطى والجديدة مستمرًا في النسخ والنقوش في العصر الروماني، وأواخر العصر المصري من الأسرة التاسعة عشرة إلى حوالي 700 قبل الميلاد، والخط الديموطيقي من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي، ولكن العديد من أفضلها وأكثرها تعقيدًا هي من بين أقدمها.
تضمنت الأعمال الأدبية أيضًا أطروحات في الرياضيات وعلم الفلك والطب والسحر، بالإضافة إلى العديد من النصوص الدينية والقوائم الكنسية التي صنفت فئات الخلق (ربما النوع الأول الذي يعود تاريخه إلى بداية المملكة القديمة حوالي 2575 قبل الميلاد أو حتى قبل ذلك بقليل)، ومن بين هذه النصوص القليل منهجي حقًا باستثناء بارز لأطروحة طبية حول الجروح.
ويتناقض عدم وجود استقصاء منهجي مع الخبرة العملية المصرية في مجالات مثل المسح، والتي تم استخدامها لتوجيه المباني وتخطيطها على حد سواء لتفاوتات جيدة بشكل ملحوظ وللتقسيم المنتظم للحقول بعد الفيضان السنوي لنهر النيل، كما قام المصريون بمسح وإنشاء أبعاد بلدهم بالكامل بحلول بداية المملكة الوسطى، وتتطلب هذه المهام الدقيقة معرفة كل من علم الفلك وتقنيات بارعة للغاية ولكن يبدو أنّها تحققت بقليل من التحليل النظري.
الفنون المرئية
الإرث المرئي السائد لمصر القديمة هو في أعمال العمارة والفن التمثيلي حتى عصر الدولة الوسطى، وكان معظمها عبارة عن مجمعات جنائزية أي: مجمعات المقابر الملكية بما في ذلك الأهرامات والمعابد الجنائزية والمقابر الخاصة، وكانت هناك أيضًا معابد مخصصة لعبادة الآلهة في جميع أنحاء البلاد ولكن معظمها كانت هياكل متواضعة، ومنذ بداية الدولة الحديثة أصبحت معابد الآلهة المعالم الرئيسية وكانت القصور الملكية والمنازل الخاصة التي لا يعرفها الكثيرون أقل أهمية.
تم تنفيذ المعابد والمقابر بشكل مثالي بالحجر مع زخرفة بارزة على جدرانها، وكانت مليئة بالتماثيل الحجرية والخشبية والنقوش والمزخرفة (نصب حجرية صغيرة قائمة بذاتها)، وفي مناطقها الداخلية أعمال فنية مركبة من مواد ثمينة، ويعود تصميم المعالم وزخارفها في جوهرها إلى بداية الفترة التاريخية ويمثل كونًا مثاليًا ومقدسًا، والقليل منها مرتبط بالعالم اليومي وباستثناء القصور قد تكون الأعمال الفنية نادرة خارج المعابد والمقابر.
الزخرفة
اقتصرت الأمور الدينية الصريحة على المشاهد النادرة من الطقوس الجنائزية والرحلات والصيغ النصية، وتُظهر نقوش الهيكل التي يظهر فيها الملك والآلهة بحرية أنّ الملك يهزم أعدائه ويصطاد ولا سيما يقدم للآلهة التي بدورها تمنحه المنافع، والبشر حاضرون على الأكثر كشخصيات ثانوية تدعم الملك، وفي كل من المعالم الملكية وغير الملكية يتم تمثيل عالم مثالي يكون فيه الجميع جميلًا وكل شيء يسير على ما يرام وفقط الشخصيات الصغيرة قد يكون لها عيوب جسدية.
نشأ هذا العرض الفني للقيم في نفس وقت الكتابة، ولكن قبل أن تتمكن الأخيرة من تسجيل النصوص المستمرة أو العبارات المعقدة، وتُظهر بعض أقدم النصوص المستمرة للأسرتين الرابعة والخامسة وعيًا بالماضي المثالي الذي لا يمكن للحاضر إلّا أن يطمح إلى محاكاته، وتشير بعض السير الذاتية للمسؤولين إلى الفتنة ولكن المناقشات الأكثر دقة تحدث أولاً في النصوص الأدبية للمملكة الوسطى، وتتكون النصوص من القصص والحوارات والرثاء وخاصة الإرشادات حول كيفية عيش حياة كريمة، وهي تقدم تعليقًا ثريًا على الخطاب الأحادي البعد للنقوش العامة.
إدارة البلاد
في الفترات المبكرة يبدو أنّ مصر كانت تدار تقريبًا كملكية شخصية للملك من قبل المملكة القديمة المركزية تم تقسيمها إلى حوالي 35 اسمًا أو مقاطعة ولكل منها مسؤوليها الخاصين، وتركزت الإدارة في العاصمة، حيث عاش معظم النخبة المركزية وماتوا، وفي الاقتصاد المصري غير النقدي كانت وظائفه الأساسية هي جمع وتخزين وإعادة توزيع المنتجات، وصياغة وتنظيم القوى العاملة للعمالة المتخصصة بما في ذلك على الأرجح أعمال الري والوقاية من الفيضانات، ومشاريع الدولة الكبرى والإشراف على الأمور القانونية.
لم تكن الإدارة والقانون منفصلين تمامًا وكلاهما يعتمد في النهاية على الملك، وكانت تسوية المنازعات في جزء منها مهمة إدارية وكان المعيار التوجيهي الرئيسي لها سابقة، بينما كانت العلاقات التعاقدية تُنظم باستخدام الصيغ القياسية، وشاركت الدولة والمعبد في إعادة التوزيع واحتفظتا باحتياطيات ضخمة من الحبوب، وكانت المعابد مؤسسات اقتصادية ودينية.
في فترات اللامركزية كانت تمارس وظائف مماثلة من قبل العظماء المحليين، وكان للأسواق دور ثانوي فقط وكان الحرفيون موظفين يتداولون عادة فقط ما ينتجون في أوقات فراغهم.
قبل المملكة الوسطى لم يكن هناك تمييز حاد بين المدنيين والعسكريين، وتألفت القوات العسكرية من مليشيات محلية تابعة لمسؤوليها وضمت أجانب، كما تم تجهيز وإعداد حملات غير عسكرية بهدف استخراج وجمع المعادن من الصحراء أو بسبب نقل الأحمال الثقيلة عبر البلاد بطريقة جديدة، وحتى عصر الدولة الحديثة لم يكن هناك كهنوت منفصل، بل كان لمن يعمل بالوظائف المدنية ألقاب كهنوتية وكان للكهنة ألقاب مدنية.
غالبًا ما كانت الكهنوت عبارة عن أفعال شريرة حيث كانت أهميتها الرئيسية هي الدخل الذي يجلبونه، وينطبق الشيء نفسه على الألقاب المدنية الثانوية التي تراكمت لدى كبار المسؤولين، وفي المستوى الأدنى كانت الكهنوت الصغرى تقام بالتناوب من قبل العلمانيين الذين خدموا كل أربعة أشهر في المعابد، وكانت الدولة والمعبد مترابطين بشكل وثيق لدرجة أنّه لم يكن هناك توتر حقيقي بينهما قبل أواخر المملكة الحديثة.