لا يوجد إلى هذا اليوم تعريف متفق عليه للمجتمع الريفي أو التريف بشكل عام، وتُعَد ظاهرة التريف والتحضر، أنها نسبية متغيرة تختلف مع اختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
كما أنَّ ظاهرة التريف والتحضر تختلف باختلاف الأهداف والرؤى الاجتماعية التي تتكون منها الظاهرة وبالتالي كل هذا ساعد على ظهور ما يعرف بالمتصل الريفي الحضري.
الرؤية النيوزلندية للمتصل الريفي الحضري:
حيث تمَّ تعريف المتصل الريفي الحضري من قبل الحكومة النيوزلاندية بأنه المناطق الريفية هي التي تكون بعيدة عن المناطق الحضرية.
كما بينت دائرة الإحصاءات النيوزلندية المناطق الحضرية بأنها المناطق التي يصل عدد السكان فيها إلى ألف نسمة أو أكثر.
حيث قامت الحكومة النيوزلندية بتقسيم الدولة النيوزلندية إلى ثلاث أشكال حضرية وأربع أشكال ريفية حيث تعتمد الأشكال الريفية على مدى تأثر كل منطقة في الريف بالمجتمعات والحياة الحضرية.
حيث ميَّزت الإحصاءات النيوزلندية بين المقارنة بين المجتمع الريفي والمجتمع الحضري غير أن الممارسة العلمية من قِبَل المسؤولين الحكوميين يعتمدون على مدى أو أسلوب معين من المعايير للتمييز بين المجتمعين الريفي والحضري.
حيث أنه من وجهة نظرهم يعتبرون أنه كلما زاد البُعد بين الأفراد والتجمعات التجارية عن المناطق الحضرية كلّما تأثرت الكثافة السكانية بالانخفاض، على عكس المجتمع الريفي حيث أنهم قادرون على الانعزال عن الناس والعمل في المناطق الريفية.
حيث أنَّ “الماوريون” وهم الشعب الأصلي لنيوزيلندا يتميزون بنظام ثقافي يميزهم عن غيرهم، ومع أن نسبتهم أكثر في المجتمع الريفي مقارنة مع المجتمع الحضري، و ترتفع أعدادهم في المجتمعات الريفية التي تتمتع بالعزلة الكاملة.
حيث أن نيوزيلندا تُمثّل نموذج مستقبلي للمجتمعات الريفية حيث أنه يوجد العديد من الاختلافات الثقافية والاجتماعية في المجتمع الريفي نفسه.
حيث أن المجتمعات الريفية في نيوزيلندا تختلف في خصائصها من ناحية الرفاهية الاجتماعية والديموجرافية بطريقة ملحوظة.
هناك عوامل تؤثر على مستوى الرفاهية منها العوامل الاقتصادية وأشكال استغلال الأراضي فيها، ومدى القرب من المناطق الحضرية والتاريخ الثقافي للمنطقة، ومدى توفر الموارد في المنطقة والكثافة السكانية في المنطقة والبُعد عن الحياة الريفية.
حيث أن معايير المتصل الريفي الحضري تختلف من دولة إلى أخرى في العالم حسب الظروف في كل دولة، فالدول مثل نيوزيلندا تعتمد المسافة والكثافة السكانية، وهناك دول تأخذ بعين الاعتبار مؤشرات أخرى.