المحاولات التفسيرية لظواهر التثاقف

اقرأ في هذا المقال


المحاولات التفسيرية لظواهر التثاقف:

لا يكتفي العالم باستيد بتصنيف ظواهر التثاقف، فهو يسعى إلى تفسيرها أيضاً وذلك عبر تحليل مختلف العوامل التي يمكن أن لها دور في صيرورة التثاقف، وذلك دون أن ينسى العوامل غير الثقافية.

يمكن لمختلف العوامل أن تعزز بعضها البعض، أو أن تبطل بعضها البعض، وإذا ما اقتصرنا على المتغيرات الأكثر تحديداً فإننا نحتفظ منها بصورة أساسية بما يلي:

عوامل المحاولات التفسيرية لظواهر التثاقف:

1- العامل السكاني: أي المجموعات المعنية غالبة عددياً وأن تكون أقلية، على ضرورة عدم الخلط بين الأغلبية الإحصائية والأغلبية السياسية، في الوضعية الاستعمارية، ومن الأمثلة على ذلك أن تكون الأغلبية الإحصائية أقلية على المستوى السياسي، أيضاً بنية المجتمع السكانية المتماسكة هي مظهر آخر للعامل السكاني، ومنها هرم الأعمار.

2- العامل البيئي: لقد جرى في هذا العامل التماشي في المستعمرات، وأيضاُ في البلاد المستعمرة في وسط ريفي أو في وسط حضري.

3- العامل الإثني أو العامل العِرقي: هذا العامل جاء بما بينته الروابط ما بين الإثنية، وقد جاء الأهم من ذلك عملية فحص مختلف العوامل الثقافية، إذّ أن ذلك يعبر إلى وجود إيلاء كبير إلى مختلف بنيات العلاقات الاجتماعية الممكنة، إذّ أن عبرها تفعل كافة العوامل التابعة للعامل الإثني.

كان العالم باستيد متخذاً موقعاً على مستوى آخر من التفسير الأكثر تجريداً، وأيضاً فكرة الثقافة تتعلق جدلياً في كل صيرورة تثاقف، إذّ أن السببية الداخلية والسببية الخارجية وهذه السببية المزوجة هي ما يفسر ظاهرة التفاعلات المتسلسلة التي يستمر أثرها على كافة الثقافات، وهذا التغير تستوعبه كافة الثقافات وفق منطقها الخاص، ويؤدي إلى حدوث سلسلة من التعديلات المتلاحقة، وتحفز السببية الخارجية السببية الداخلية، كما أن كل نسق ثقافي يمس في نقطة ما يرد الفعل حتى يستعيد نوعاً من التجانس.

كما أقر العالم باستيد بأن رؤية العالم دوركايم كانت صائبة لدى إلحاحه على الوسط الثقافي الداخلي، وخاصة علاقته الجدلية المترابطة، وتؤدي جدلية الحركيات الداخلية والخارجية هذه إلى هيكلة ثقافية جديدة يمكن فيها للسببية الداخلية أن تهيمن، ويحدث ذلك عندما يبقى هذا التغير سطحياً أو عندما تغلب فيها السببية الخارجية، ذلك عند وجود تقاليد ثقافية متنوعة.


شارك المقالة: