المذكرة في دراسة التثاقف

اقرأ في هذا المقال


المذكرة في دراسة التثاقف:

بناء على ما قد جمعه من التصنيفات الميدانية في الموضوعات الثقافية، تمّ إنشاء مجلس الولايات المتحدة للبحث في العلوم الاجتماعية سنة 1936 م، لجنة مختصة بتنظيم البحث في كافة ظواهر التثاقف.

بدأت اللجنة المؤلفة من ملفيل هرسكوفيتس ورالف لينتون، وربورت ريدفيلد، في وضع مذكرتها لدراسة كافة الأمور التثاقفية الشهيرة سنة 1936 م، الذي عمل على وضع توضيح دلالي لها فاكتسب التعريف الذي وضعته نفوذاً.

إنّ التثاقف هو مجموعة الظواهر التي تنتج من تماس متواصل وبصورة مباشرة بين الأفراد ذوي الثقافات المختلفة، التي تؤدي إلى تغيرات في النماذج الثقافية الأولى التي تختص بإحدى المجموعتين أو كلاهما.

حسب المذكرة يجب التفريق بين عملية التثاقف والتغير الثقافي، وهو المفهوم المتداول بين كافة علماء الأنثروبولوجيا الفرنسيين، إذّ أن هذا لا يمثل إلا نمطاً من أنماط الثقافة، وبالفعل يمكن أن ينجز التغير الثقافي أيضاً من أسباب داخلية.

يفضل استخدام مصطلح الثقافة لتعيين ظاهرتي التغير الداخلي والتغير الخارجي، ذلك لتمهيد العملية إلى التسليم بأن هذين التغيرين يخضعان إلى القوانين نفسها، وهو ما يبدو ضعيف الاحتمال.

فضلاً عن ذلك، يجب عدم الخلط بين التثاقف والانتشار، حتى وإن تمت ملازمة الانتشار للتثاقف دوماً في كافة الأمور، فمن الأمر المتوقع أيضاً هو حدوث عملية انتشار من دون ظهور أيّ تماس متواصل ومباشر من جهة، كما لا يكون الانتشار من جهة أخرى، على وجهاً من صيرورة التثاقف وهي أكثر منه تعقيداً بكثير.

تمثل المذكرة إسهاماً حامساً وثميناً بشكل كبير جداً، ولقد ابتدعت ميدان بحث مخصوص تجتهد في تنظيمه بإكسابه أدوات نظرية مناسبة، وتقترح ترتيباً للمواد المتوافرة بفضل التحقيقات المنجزة، وقد بنت نمذجة لعمليات التماس الثقافي.

التماس بين المجموعات في دراسة التثاقف:

يجب أن يكون التماس بين المجموعات بشكل كامل أو بين شعب واحد بكامله، وبين مجموعات مخصصة من شعب إلى شعب آخر، وبحسب أن يكون بشكل ودي أو بشكل عدواني، أو أن يكون بين مجموعات متقاربة عدداً، أو بين مجموعات متفاوته للكثرة بوضوح، وبحسب أن يكون بين مجموعات متماثلة التعقيد في ثقافتها أو بحسب أن يكون نتيجة الاستعمار أو الهجرة.


شارك المقالة: