تنتقل المرأة عبر التاريخ من المرأة في العائلة الفرعية أو الانتقالية إلى المرأة في العائلة غير المستقرة، كما يرى البروفيسور فردريك ليبلاي.
المرأة في العائلة غير المستقرة:
المرأة حتى تصل إلى مرحلة المرأة في العائلة غير المستقرة، تحتاج إلى 40-80 سنة حتى تنتقل المرأة من المجتمع النامي إلى المجتمع الصناعي الذي يتسم بأنه مجتمع غير مستقر، وفي هذا المجتمع تكون المرأة أكثر تحرر من المجتمعات الأخرى.
مع العلم أن المرأة في المجتمعات الصناعية غير مستقرة، تساعد في بناء المجتمع وتحديد شكل ومسار النهضة التنموية والصناعية، حيث أن واجبات وحقوق المرأة متساوية مع حقوق وواجبات الرجل ولا يوجد بينها وبين الرجل فرق من ناحية الحرية التي يتمتع بها.
إن المرأة في المجتمعات غير المستقرة تُعد شريكة الرجل في جميع مناحي الحياة؛ لأن المرأة تعيش مع الرجل في مجتمع غير مستقر، وسمي المجتمع غير المستقر؛ لأن الأفكار بين أفراد العائلة الواحدة تختلف وتتفاوت وتتناقض فيما بينهم.
حيث أن الأفكار في المجتمع غير المستقر والقيم ومواقف الآباء تختلف عن القيم والمواقف والأفكار عند الأبناء، وذلك بسبب اختلاف الأعمال والثقافات والمهن والخبرات والتجارب لدى الجيلين، مثلاً من الممكن أن يكون عمل الأب النجارة بينما عمل الأبناء في التعليم أو الطب أو القانون أو الهندسة.
كما أن المستوى الدراسي للآباء يختلف عن المستوى التعليمي للأبناء، وبالإضافة إلى الاختلاف في المستوى الاقتصادي والمادي بين الجيلين جيل الآباء وجيل الأبناء، كما يوجد اختلافات بينهم في الثقافة والوضع المادي والاجتماعي والعلمي والنفسي والتربوي.
فمن الممكن أن يكون أحد الآباء أُمّي أو يعرف فقط القراءة بشكل بسيط، بينما الأبناء يكونوا حاملي مؤهلات علمية عالية مثل الطب أو الهندسة أو التمريض أو القانون، كما ان الوضع الاقتصادي قد يختلف في ما بينهم وهناك اختلافات ثقافية ومادية.
فكل فرد في العائلة غير المستقرة قد يشغل مهنة معينة، تختلف عن ما يشغلها فرد آخر ويتمتع واحد منهم بمستوى معيشي واقتصادي واجتماعي يختلف عن الآخرين، وهذا يجعل من العائلة غير المستقرة “غير مستقرة” من حيث الآراء والأفكار والمستوى الثقافي والمادي والاقتصادي والعلمي والحالة الاجتماعية.