من خلال التطور الذي شهدته المجتمعات الأوربية، ودور العلماء والفلاسفة والمفكرين ورجال الدين وذلك كشكل من أشكال التعبير عن التحالف الطبقي تمّ دعم السلطة الطبقية سلطة الأشراف والنبلاء والسّلطة الأبوية وإعطاء الرجل السّلطة الكاملة على المرأة.
المرأة في عصر النهضة الأوربية:
المجتمعات الأوربية في عصر النهضة شهدت تغيرات في الواقع الاجتماعي، وبدأت ملامح التحسن تظهر بشكل تدريجي وذلك بسبب التغيرات في الأوضاع والظروف الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة، وذلك بسبب اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح والذي أدى إلى إنعاش التجارة الأوروبية والصناعة الجديدة.
كما صاحب هذه التغيرات في النواحي والظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الأوروبية تغير في أنساق المجتمع وتغير في القيم والأفكار والعادات والتقاليد والفلسفات التي انتشرت في تلك المجتمعات، كما أن مكانة المرأة الأوروبية بدأت تتغير وترتفع.
كما ظهر العلماء والمفكرين والفلاسفة ومناصري المرأة ورجال الدين، الذين بدأوا في الدفاع عن حقوق المرأة وحق المرأة في التخلص من الاضطهاد الذي تتعرض له من الرجل ومن هؤلاء العلماء مارتن لوثر وكالفن.
ومع ذلك إن عصر النهضة الأوروبية لم يستطيع التعديل على القانون والحقوق المتعلقة بالمرأة، ولكن ساعد ظهور عصر النهضة على تغيير كبير في القيم والأفكار والعادات والتقاليد، فبدأت الأفكار والتقاليد الإقطاعية بالتراجع وتراجع الأفكار الخرافية التي سادت في تلك الفترة.
فانتشرت الأبحاث العلمية والدراسات وتطورت الاختراعات وظهور النزعة الفردية والإنسانية، وبالتالي استطاعت المرأة أن تكتسب نوع من الاستقلال كما أن المرأة شاركت في الحياة الفكرية وجدت من يدافع عن حقوقها، ومع قيام الثورة الصناعية وظهور المجتمعات الرأسمالية أتيحت الفرصة أمام المرأة في إمكانية العمل.
ولكن مع ظهور الثورة الصناعية وظهور الآلات الجديدة قد قللت من وجود الأعمال اليدوية التي كانت تعمل فيها النساء مثل الغزل والحياكة، وبالتالي زاد الطلب على سوق العمل وانتشرت البطالة بين النساء وكما أن الأجور للأيدي العاملة النسائية كانت تعتبر قليلة ومتدنية.
وعلى الرغم من الدور الواضح والمهم الذي لعبته المرأة في الثورة الفرنسية عندما قامت النساء الاتي يعملن والنساء البائعات في سوق الخضار عندما اقتحمن أبواب المجلس البلدي من أجل المطالبة بالخبز، وعلى الرغم من نجاح الثورة التي أحدثتها النساء تم رفض منح المرأة حقوقها المدنية.