لم يكن موضوع المرأة والجريمة له اهتمام ملحوظ وواضح في أدبيات علم الاجتماع إلا مع بداية فترة السبعينات، وقبل ذلك كان مجال المرأة والجريمة مجال مهمل من قبل الباحثين والدارسين في علم اجتماع الجريمة.
المرأة والجريمة في أدبيات علم الاجتماع:
يرى العالم ويكمان أن الجرائم التي تتعلق بالمرأة لم تكن تجذب علماء الاجتماع وتلفت انتباههم ولكن موضوع المرأة والجريمة لاقى اهتمام واسع من قبل الإعلام ووسائله والتي قامت بتقديم الكثير من التفسيرات الخاطئة والمضللة حول موضوع المرأة والجريمة.
العالم سمارت ترى أن المرأة والجريمة لم يجد ويلقى العناية التي تكفي من قبل النظريات العامة وإذا تم ذكر الجريمة فإنه يتم ربطه بالرجل بشكل تلقائي وترى العالم سمارت أن موضوع الجريمة والمرأة لاقى اهتمام حديث والذي اهتم بفئة خاصة وجماعات مهمشة.
كما أن العالم ويكمان قام بوضع سببين ليبين بداية الاهتمام بموضوع المرأة والجريمة واحد منها يعود إلى زيادة قيام المرأة بالأعمال الإجرامية، والسبب الثاني يعود إلى ظهور حركات تحرر المرأة في المجتمعات الأوروبية والمجتمع الأمريكي.
وفي نفس الوقت تمت الإشارة إلى عدد من الكتابات التي تعتبر أن ظهور حركة تحرير المرأة تُعد من العوامل الأساسية والمسؤولة عن تزايد وارتفاع عدد ونسبة الجرائم لدى المرأة.
ومن خلال مناقشة النظريات المتعددة والمختلفة التي تقوم على تفسير الجريمة وسلوك المجرمين وعند المرأة بشكل خاص، وحاول ويكمان أن يصنف الجريمة والسلوك الإجرامي إلى نموذجين، النموذج الأول يعرف بالنموذج الدور العكسي وهذا النموذج يتضمن النظريات التي تقوم على افتراض أن السلوك الإجرامي لدى المرأة التي تحمل صفات وخصائص ذكورية وتتمتع المرأة بهذا الاتجاه على استعداد كبير للقيام بسلوكات وأفعال إجرامية.
أما النموذج الثاني فيعرف باسم النموذج الفرصة، وفي هذا النموذج النظريات التي تقوم على رؤية أن الجرائم التي تقوم المرأة على ارتكابها ما هي إلا نتيجة طبيعية للوضع الذي تقوم بإشغال المرأة في داخل المجتمع وهذا الدور يتمثل بالخضوع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي.
ويقوم ويكمان بالتأكيد على أن التغير الاجتماعي والصراع الذي يحدث في داخل المجتمع والكثير من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وذلك إلى جانب العمليات التي تمييز بين الرجل والمرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اليومية هي التي تعد قادرة على وضع الظاهرة الاجتماعية في منظورها الصحيح.