المشكلات المرتبطة بعدم الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن نلاحظ الكثير من مسببات عدم الرضا عن الوظيفة في الخدمة الاجتماعية بصورة خاصة إذا أخذ في عين الأهمية الكثير من النتائج السلبية لعدم الرضا الوظيفي، مثل افتقار الاهتمام، وزيادة الامتناع عن مزاولة العمل، وزيادة نسبة الحوادث في العمل وما إلى ذلك، لا سيما في حالة عدم اكتراث المنظمات بالقيم الإنسانية للعمل.

المشكلات المرتبطة بعدم الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية

تتماشى بعض المنظمات نوع من التعاملات غير العادلة للعاملين فيهاوهذا يتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية، ويرتبط بعدم الرضا الوظيفي الكثير من المشكلات التي لها آثارها السلبية التي لا تتوافق مع قيم الخدمة الاجتماعية ويمكن أن نحدد بعض هذه المشكلات التي تتمشى مع طبيعة الدراسة الحالية، وأيضاً على اعتبار أن المؤسسة التي سوف تطبق عليها الدراسة الميدانية ليست مؤسسة إنتاجية ويمكن تحديد هذه المشكلات  المرتبطة في الخدمة الاجتماعية في الآتي:

1- عدم الرضا عن نوع العمل في الوظيفة من مشكلات الخدمة الاجتماعية

يؤثر نوع المهام على درجة الرضا الوظيفي للشخص باعتباره الأصل الذي يتكون عليه العلاقات على المستويين الأفقي والرأسي في الخدمة الاجتماعية، وهناك مقتضيات حتى يتحقق الرضا عن العمل:

أ- المقتضيات التشريعية.

ب- الزملاء في العمل.

ج- درجة ومستوى المخاطر.

د- السياسات التنظيمية والتي تؤثر على مستوى الأداء.

هذا ويجب الإشارة إلى نوع العمل الذي قد لا يتناسب مع طبيعة مؤهلات الأفراد أو قد يسند إليهم أعمال بعد قيامهم بالعمل لا تتماشى مع طبيعة مؤهلاتهم بما يتنافى مع أساسيات الخدمة الاجتماعية، بالإضافة إلى أن نوع العمل وطبيعته قد لا يوفران للشخص الشعور بالأمن والاستقرار حيث أن عملهم مرهون بفترة معينة قد تتلاشى في أي وقت، كل هذه مسائل قد تجعل الشخص غير مطمئن ضعيف الإنجاز، قليل الانتماء، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى ضعف الرضا الوظيفي لديه مما يصعب تطبيق أساسيات الخدمة الاجتماعية.

2- عدم الرضا عن الأجر في الوظيفة من مشكلات الخدمة الاجتماعية

يعد الأجر أحد العوامل وأكثرها تأثيراً على مستوى الرضا الوظيفي في الخدمة الاجتماعية، فالحصول على الثواب أساس الإنجاز والدافعية في الحصول على الاحتياجات والتدعيم، وتحقيق الانتماء من خلال الخدمة الاجتماعية لجماعات العمل والتي تعطي جميعها مستوى الإشباع.

والرضا يأتي من خلال الحصول على الأجر وهذا ما أكده هرزبرغ في نظريته ذات العاملين واعتبر أن الأجر أو المرتب الذي يتقضاه العامل من العوامل الهامة، والتي تؤثر في الرضا الوظيفي وعلى درجة السلوك في المؤسسات المتعلقة بالخدمة الاجتماعية.

ومن العوامل التي قد تؤثر على درجة رضا الفرد وعلى مدى ولائه وإنجازه هو قلة الأجر الذي يحصل عليه والذي قد لا يفي بمستلزمات العمل واحتياجات أسرته بصورة لا تتوافق وقيم الخدمة الاجتماعية، وإن كانت مثل هذه الرواتب والأعمال متفق عليها من قبل بداية العمل.

إلا أن ظروف الحياة والتغيرات الحادثة في مستوى المعيشة يجعل من الضروري البحث عن مصادر لتعويض هؤلاء من خلال الخدمة الاجتماعية، بما لا يسمح لهم بمسايرة الواقع المعيشي الذي يعيشونه حتى يمكن الاستفادة من طاقتهم وقدراتهم طالما أن غالبية المؤسسات في المجتمع أصبحت تعتمد على نسبة عالية من هؤلاء.

3- عدم الرضا عن العلاقات بالرؤساء في الوظيفية من مشكلات الخدمة الاجتماعية

العلاقة بين القائد وجماعات العمل تتوقف على مجموعة من العوامل التي ترتبط بالعلاقات الشخصية وجماعات العمل، فمثل هذا النوع من العلاقة هو انعكاس لطبيعة الممارسة، وهو من ضمن أساسيات الخدمة الاجتماعية، فمنها ما يرتبط بمركز القرار ودرجة تعقد التنظيم وحجم التنظيم وهيكل بناء الجماعة وفعالية الاتصال بين القائد أو المشرف وجماعات العمل.

كما وأن تحقيق أهداف المؤسسة وسياستها في الخدمة الاجتماعية يرتبط بالجانب الإشرافي والعلاقة مع رؤساتها ومدى المعلومات المتاحة عن طبيعة ونوع العمل، ولذا يجب أن تكون الاتصالات ما بين الأفراد والرؤساء واضحة ومحددة بعيدة عن التعسف والإهمال، ولذا يجب إعطاء بعض المسؤوليات للعمالة المؤقتة حتى يشعرون بذاتهم، وهذا يعتبر حافز معنوي لهم نحو العمل والإنجاز والاهتمام والانتماء، ويجب الاستماع لهم وسماع آرائهم وأفكارهم ومشاكلهم ومناقشتهم بشكل يسمح لهم بحرية التعبير عن الرأي وهذه من مبادئ الخدمة الاجتماعية.

4- عدم الرضا عن العلاقة مع الزملاء في الوظيفة من مشكلات الخدمة الاجتماعية

يتأثر العمل داخل جماعات العمل المؤقتة ويعتبر من مشكلات الخدمة الاجتماعية بمجموعة من الاعتبارات أبرزها حجم جماعة العمل، والأهداف التي تجتهد الجماعة إلى تحقيقها، ودرجة تشابك الجماعة وكلما زاد تشابك الجماعة واجتهدت إلى تحقيق أهدافها كلما كان ذلك مؤشراً عن رضاء هذه الجماعة وذلك من أساسيات الخدمة الاجتماعية.

تعتبر العلاقة مع الزملاء من أهم العوامل المؤثرة على الرضا والوظيفي في الخدمة الاجتماعية للفرد فكلما كانت هذه العلاقة طيبة وحسنة يزيد ذلك من ارتباط الفرد بالعمل وبالمؤسسة ويقوي ولائه إليها، ويجتهد لتحقيق إنجاز الأعمال المرغوبة منه، وعكس ذلك قد يؤثر بصورة سلبية على مستوى رضا الفرد الوظيفي ويقل ولائه سواء للعمل أو المؤسسة التي يعمل بها ويصبح معوق ﻷي أعمال مطلوب إنجازها وهذا يتنافى مع مبادئ الخدمة الاجتماعية.


شارك المقالة: