اقرأ في هذا المقال
تدل المصادر الغربية إلى أن ظهور علم الاجتماع الطبي في كل من أوروبا والولايات المتحدة كجزء من علم الاجتماع كان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن نشأته التي تمتد إلى ما قبل ذلك.
المصادر النظرية لنشأة وتطور علم الاجتماع الطبي:
قد جاء العديد من دوافعه النظرية من الولايات المتحدة عن طريق وضع مفاهيم للمرض مثل الانحراف الاجتماعي، والاهتمام بالنتائج والمتربات الصحية للتغير الاجتماعي في عصر التصنيع والتحضر السريع.
أما في أوربا فتعود نشأته إلى علم الطب الاجتماعي الذي ظهر في بريطانيا في ما بين سنوات الحرب، واهتمامه بالأنماط الاجتماعية للصحة والمرض، وتختلف نشأته التي اشتق فيها هذا العلم ظهوره ونموه في كل من أوروبا وأمريكا بتباين الأيديولوجيات السائدة في تلك المجتمعات، وقد كان تطوره أسرع وأكثر تطوراً في أوروبا عنه في الولايات المتحدة، ﻷن أوروبا كانت أكثر تقدماً في تلك الحقبة، كما كان للسياسات الاقتصادية في هذه المجتمعات تأثيرها الواضح عليه.
المصادر العربية في نشأة وتطور علم الاجتماع الطبي:
كما تدل المصادر العربية إلى بيان علم الاجتماع الطبي عند العرب، حيث وضحوا كيفية وقاية حماية الإنسان وتنظيم شؤونه الحياتية وتدريبه على مزاولة أشكال السلوك والأنشطة الاجتماعية اليومية التي لها سمات الأمور الصحية والوقائية، وتطرقوا أثناء هذه المدة إلى تناول الموضوعات الأساسية ذات الصلة الوطيدة بما يسمى الآن علم الاجتماع الطبي، وتناولوا صورة الطبيب الاجتماعية ونظام العمل الطبقي بين الأطباء ومجبري العظام والمختصين في علاج النساء وغيرهم من المعالجين، كما تضمن أيضاً لمحات تفصيلية بشأن نظام الصحة الوقائية من حيث نسق التغذية وتعليماتها، مما يتبين أن علم الاجتماع الطبي بدأ الاهتمام به عند العرب قبل المجتمعات الغربية.
وترتب على هذه التقدمات الثنائية لعلم الاجتماع الطبي في كل من أوروبا والولايات المتحدة أن أصبح هذا العلم مثير لإهتمام علماء الاجتماع منذ بداية السبعينات في العهد الماضي حتى يومنا هذا، كما تبين أن هؤلاء العلماء وجهوا علم الاجتماع نحو ذراعي علم الطب، وتبنت أفكارهم في مراحله الأولى، ما كان مثيراً للجدل من جانب علم الطب، كما توارثوا أحكامه القيمية الخاصة مثل اعتبار أن عوائق الصحة المتميزة تقع على التصرف والسلوك غير المناسبين من جانب المرضى مثل عدم الإذعان والانصياع للمعالجة.