المضمون الإيديولوجي والأدلة الواقعية على صدق الاستنتاجات النظرية الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


المضمون الإيديولوجي في النظرية الاجتماعية:

على عكس ما يدعيه علماء الاجتماع المثاليون لا تخلو نظرية اجتماعية من مضمون أيديولوجي، ومن الأسئلة التي تدلنا على هذا البعد الإيديولوجي مثل:

1- ما المجموعات التي يؤكد صاحب النظرية أنها صاحبة الحق في السيطرة على المجتمع؟

2- أي نظام اجتماعي أو اقتصادي يصوره صاحب النظرية على أنه النظام الأمثل للبشرية؟

3- ما المجموعات الاجتماعية التي يدافع صاحب النظرية بطريقة صريحة أو ضمنية عن مصالحها؟

4- ما الجوانب التي يركز عليها صاحب النظرية اهتمامه ويبرزها وما الجوانب التي يتغافل عنها أو يتجاهلها في الحياة الاجتماعية؟ ولمصلحة من في المجتمع يتم هذا الإبراز أو التجاهل؟

الأدلة الواقعية على صدق الاستنتاجات النظرية:

إن النظرية التي لا تستند على وقائع أو أدلة مستمدة من الواقع لا تزيد عن كونها مجرد تأملات عقلية غير علمية، ولذلك فإن أي أحكام أو استنتاجات تتضمنها النظرية يجب لكي نقبلها أن تكون مدعمة بالأدلة.

فإذا أصدر صاحب نظرية ما مثل باريتو أو موسكا، حكماً بأن الحكام يمثلون صفوة المجتمع وأنهم يكونون مزودين بخصائص ومهارات فطرية أو موروثة تؤهلهم لحكم بقية أفراد المجتمع، أو أن هناك أجناس بشرية أرقى من غيرها وبالتالي فمن حقها أن تسيطر على غيرها، وجعل هذا الحكم محوراً لنظريته فإننا لا بدّ أن نتساءل هنا عن الأدلة الواقعية على ذلك، وأن نفتش عن أدلة أخرى تؤكد أو تنفى هذا الاستنتاج.

ويمكننا في هذا المثال أن نهدم هذا الحكم والنظرية المرتبطة به كلها إذا ما استطعنا أن نثبت أن الصفوة الحاكمة لا تتميز عن غيرها من بقية مجموعات المجتمع إلا في سيطرتها على مصادر الثروة في المجتمع، وأنه إذا انتقلت هذه السيطرة إلى مجموعة أخرى ظل يفترض لفترات طويلة طبقاً لهذه النظرية أنه تنقصها هذه المهارات مثل الطبقة العاملة، فإننا في هذه الحالة نستطيع أن نرفض النظرية بأسرها ﻷنها تستند على أدلة صادقة.

وكذلك الحال بالنسبة ﻷحكام أخرى أقيمت عليها النظريات الجغرافية مثل نظرية مونتسكيه الذي قرر أن سكان المناطق الباردة يختلفون بالضرورة عن سكان المناطق الحارة في عقائدهم وخصائصهم النفسية ونظمهم الاجتماعية وأن الطقس والبيئة يلعبان الدور الحاسم في تحديد شكل المجتمع.


شارك المقالة: