المضمون الثقافي للعولمة:
يمكن أن يمتد المضمون الثقافي للعولمة إلى زمن قد بدأ منذ بداية ظهور الغزو التبشيري للثقافة، حيث شهد العالم مجموعة من المحاولات التي كان الهدف منها اختراق الكثير من ثقافات الأم والشعوب، وقد تم اعتبار العولمة بمثابة المضمار الثقافي الذي يعمل على تفعيل مضمونها، الذي يؤدي بدوره إلى وجود العديد من الإنجازات الثقافية.
ولا بد لنا من المعرفة التامة بكافة الأمور التي تتعلق بآثار العولمة من الناحية الثقافية، إذّ أنها تعمل على ظهور اقتحام ذو طابع ثقافي وعدواني يشمل كافة أنواع الثقافات، كذلك لا يمكن اعتماد الثقافة المكتوبة على أنها ثقافة تابعة للعولمة، بل يمكن اعتبارها ثقافة مكتوبة أو ثقافة سمعية أو بصرية، علماً بأن الثقافة العالمية في العادة تخضع لمجموعة من الشركات العالمية ذات الجنسيات المتعددة، إذّ تعمل الثقافة على توضيح الصورة الأساسية في عملية خلق الوعي الفكري.
الآثار الخطيرة للمضمون الثقافي للعولمة:
1- ظهور مجموعة من الأنماط الثقافية التي تكون تابعة لمجموعة من المقترحات في العولمة.
2- تباين في درجة التناسق ما بين ثقافة العولمة وثقافة الأصل، ومجموعة الأمور التي يترتب عليها العديد من سبل التناسق الثقافي من أفق مستقبلية، تلك التي تعمل على تحديد الواقع المعاصر للثقافة المعمول بها.
لا بد لنا من المعرفة التامة بكافة الأمور التي تخص الثقافة ضمن العولمة، تلك الأمور التي تعمل على ظهور بلورة ثقافة عالمية بهدف الاستفادة منها لكافة الفئات، خيث تعمل الثقافة التابع للعولمة أيضاً في السيطرة على مجموعة من العمليات ذات الأبعاد الاقتصادية والسياسية، تلك الأبعاد التي تعمل على احتكار كافة سبل التقنية والإنتاج الإعلامي على المستوى العالمي، ومن أبرز الأمور التابعه للثقافة التي تنتمي للعولمة أيضاً، قيام الثقافة في السيطرة والتحكم في كافة الأدوات اللازمة لإتمام عملية التحول الاجتماعي والاقتصادي في إطار تحقيق مصالحها.
ظهر ضمن المفهوم الثقافي للعولمة مجموعة من التحولات التابعة للوعي الثقافي، ذلك التحول الذي عملت الثقافة من خلاله في كافة أنواع الاختراق الثقافي، ولا بد لنا من المعرفة التامة بكافة الأمور التي وضحت طبيعة هجوم الثقافة على الوعي الذي أخذ في امتداد التراجع لطبيعة الثقافة داخل المنظمات الاجتماعية.