المفاهيم والاتجاه الإجرائي في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


المفاهيم والاتجاه الإجرائي في علم الاجتماع الطبي:

من المتوقع أن تطور العلوم الاجتماعية تزداد حينما توجد التساؤلات والمسائل المعينة، وتصاغ صياغة دقيقة من خلال المقولات أو البناءات النظرية العلمية، ومعنى ذلك أن نوضح عن المصطلحات المنظمة بلغة مهارة علمية من أجل الوصول إلى هدف علمي معين، ولذلك ظهرت هذه المقولات أو البناءات النظرية لتجريد مفردات الحياة اليومية وتقنين معناها وتعينه، حتى لا يحدث الدمج حينما يستخدم علماء الاجتماع كلمات ومفردات عامية بمعنى فني علمي، وحتى لا يؤدي الدمج إلى توضيحات تتباين بتباين الباحثين.

وهناك مسائل وقضايا كثيرة مثل الإعياء يتصل بالفقر، أو المرض العقلي أكثر انتشاراً بين أبناء الطبقة الفقيرة، تتضمن تحدياً صعباً للباحثين ﻷن الإعياء قد يوضحه البعض بصورة تختلط مع المرض الفيزيقي، كما قد يتساوى الخلل العقلي، ويوضح على أنه مرض الذهان، وقياساً على ذلك أيضاً ماذا نعني بكلمة الفقر، والطبقة الدنيا؟ إن هذه التحديات قد تفرض على الباحثين تعديل المصطلحات وتنقيتها.

مفهوم التنقية في المفهوم والاتجاه الإجرائي:

والتنقية عملية منهجية يقصد بها الارتفاع بالمفهوم من مستوى ظواهر الحياة اليومية إلى المستوى المنفرد المعين، أو الانتقال من المفاهيم النظرية ذات المعاني الكثيرة والتي تزداد إلى مفاهيم ذات ارتباط إمبريقي ودلالة حقيقية، وهي ما نسميه بعملية القياس، أو الاتجاه الإجرائي، إن ظاهر الحياة اليومية في علم الاجتماع الطبي تتضمن الصحة والإعياء والمرض الفيزيقي وغيرها، والمجتمع هو الذي ينظم التعامل مع هذه الوقائع والأحداث.

وهكذا يسعى البحث الاجتماعي الطبي للكشف عما تقصده هذه الظواهر، عن طريق التحقق من العلاقات الموجودة بين المصطلحات والمقولات التي تشخص معالم المشكلة محل الاهتمام، وبالتالي تذهب النظرية من مستوى المفهوم الافتراضي أو المقولة الفرضية إلى مستوى الملاحظة.

كما يبيّن البحث الميداني عن الأفكار التي ترتبط بالصحة والإعياء والمرض العضوي بين المواطنين، ولذلك تدور دراسات علم الاجتماع الطبي حول الوفيات ونسبة انتشار الأمراض في مكان محدد أو ترتبط بنتائج الخدمات الصحية وكفاءتها.

حيث اتجه الباحثون نحو فهم هذه النتائج وتعريفها ضمن ما أطلقوا عليه بمتحولات النتائج النهائية للخدمة الصحية، وتوصلوا إلى خمسة تحولات تدل إلى خمس كلمات تبدأ جميعها بحرف D، وهي الموت والمرض العضوي والعجز أو الإعاقة والانزعاج والاستياء.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: