المفهوم الثقافي التابع للحضارة:
توجه مفهوم الثقافة عند بعض علماء الأنثروبولوجيا نحو مظاهر الحياة في المجتمعات سواء كان متقدم أو متراجع، قديم أو متحضر، في وقت يعتبر فيه لفظ الحضارة عندهم يتوجه نحو مظاهر الحياة في المجتمعات المتقدمة وحدها.
والحضارة في اللغة هي الإقامة في الوقت المتقدم، ومصطلح الحضارة يعني المدائن المتقدمة والريف، وهي معاكسة لمصطلح البداوة التي تعني التنقل في البوادي وعدم الاستقرار.
وكما أن أحد العلماء رأى أن الحضارة هي النظام الذي يقوم بمساعدة الأشخاص على الزيادة في الإنتاج الذي يختص بالثقافة، وتنقسم الحضارة إلى أربعة عناصر وهي: المنتوجات الإقتصادية والنظام السياسي والعادات الخلقية، ومتابعة العلوم والفنون، التي تبدأ من حيث ينتهي الاضطراب والقلق.
فالحضارة هي مجموعة من المصطلحات النابعة من وجهة نظر أمة من الأمم إلى جميع مجالات الحياة المتعددة التي ترتبط ارتباطاً كبيراً في الثقافة كما أن كل أمة لديها ثقافة، وهذه الثقافة من وجهة نظر بعض الباحثين، ترتبط بالحضارة التي تكون فيها الثقافة هي الأساس في أسلوب حياتها.
وذلك يعني بأن مصطلح الثقافة يضم الحضارة، والحضارة تمثل الجانب الفكري أو العديد من الجوانب المختلفة الأخرى من الثقافة، وهناك من يرى أن الثقافة تختلف عن الحضارة، فالثقافة تقتصر على الأمور الاعتقادية، والحضارة تقتصر على عناصر الرقي المادي للمجتمع.
مصطلح الحضارة التابع للثقافة:
وقد كان في ذلك الاتجاه العديد من الحلول يرى بأن مصطلح الحضارة هو مصطلح عام يضم القيم الأخلاقية والمادية في نفس الوقت، فإن الاتجاه الثاني الذي يتجه إلى تحميل لفظ “الثقافة” ذلك الأمر الذي يتعلق بالفرد وأيضاً تكوين الفرد، كالشعر والشعور الديني والإحساس الشخصي والعمارة والموسيقى والعلم وغيرها من المصطلحات الأخرى.
وبعكس المفاهيم السابقة فان كلمة “الحضارة” هي الشأن الذي يتعلق بمجموعة من الأشخاص، أي يدل على المظاهر الخارجية وليس المظاهرالجوفية “الداخلية” في أوضاع ثقافية معينة.
وكما أنه من الممكن التكلم بأن الثقافة هي التي تضم القدرالكبير من الشمولية من مصطلح الحضارة؛ وكل ذلك لأن الثقافة تتصل بحياة الأفراد والجماعات بجميع جوانبها الفكرية والمادية، أما مصطلح الحضارة فيتصل بقدرة الشخص والمجتمع على فهم الحياة والسيطرة عليها.
