المفهوم المعياري للثقافة:
عادة ما يتم اعتماد المصطلح المعياري للثقافة بشكل رئيسي، من قبل كافة الأفراد في مختلف المجتمعات، لأنها تعمل على منح الأفراد الكثير من المعتقدات والأحكام الثقافية، تلك التي تحثهم على العمل.
وبمعنى آخر يشير مفهوم الثقافة، إلى مجموعة معينة من المعايير والأعمال المميزة، والتي تشكل الأساس العملي لمجموعة من الأفراد؛ وبالتالي ينشأ جزء من قيم الأفراد والتزاماتهم من الثقافة.
تعود أهمية الثقافة من خلال دراسة مجموعة من المعيارين، لما تبين إليه مجموعة من الاعتقادات والعادات المعيارية الأخرى التي تمنح الأفراد القدرة على الفعل، وبالتالي فإن أهم ما يحتوي عليه الفرد هو التزاماتهم الأخلاقية؛ فتشكل هوياتهم العملية من هذه الالتزامات الأخلاقية، وتحفز دوافعهم للفعل بواسطتها.
لقد برز جزء كبير من الديانات السماوية المعروفة، بواسطة حقيقة مفادها هو التزام اتباع هذه الديانات بالتعاليم الأخلاقية المذكورة في الكتب الدينية بالتالي فمعرفة شخص ما، ترتبط بمعرفة أو فهم الالتزامات الأخلاقية لذلك الشخص، وعليه تكون الثقافة قاعدة لتوفير المعلومات هنا.
المعنى المعياري للثقافة في العادة يتأصل بالمعنى الثقافي لها، ذلك يكون من ناحية عدم وجود أيّة اختلاف بينهما، بل ربما يطبق أحدهما الآخر ويؤيده، إذّ أن كل من ذلك المعيارين للثقافة، وعلى أية حال فالأمر ليس بذات أهمية لأنه لا يحتاج نظام المعنى، وأهميته تبرز من تقديم أسباب أخلاقية لكي يكون محفزاً للفعل عند الشخص، فما يكون عليه الإنسان من وجهة نظر السيميائية هذه، ليس بالضرورة أن يكون تعبيرعن الألتزام الأخلاقي؛ فمن الممكن أن يكون أي شيء داخل هذا النظام.
طبقاً للمفهوم المعياري للثقافة، تكون الثقافة مصدر قوي لكافة التزامات المرء الأخلاقية، إذّ يكون ذلك لتوضيح إمكانية التوافق بين المفهومين المعاريين للثقافة، كما يجب علينا أن نأخذ بالاعتبار كافة مفاهيم الثقافة، كما يرى بعض علماء الثقافات أن ثقافات الأفراد كائنات ذاتية التفسير.
يوجه كافة الأفراد المجتمع أساليب حياتهم وأهدافهم جميعها، بناءً على وجهة نظر المنهج المعياري للثقافة، نحو ما يعتبرون هذا المنهج ذو قيمة أخلاقية عالية، لذلك يجب معرفة أن هذه الأطر والتقييمات الأخلاقية القوية هي التي توضح للأفراد ما هو مهم ومجزي لهم في الوقت نفسه، ذلك ضمن المفهوم المعياري للثقافة.
