المقاربة السوسيولوجية لثقافة المؤسسة

اقرأ في هذا المقال


المقاربة السوسيولوجية لثقافة المؤسسة:

كان علماء الاجتماع قد بدأوا، دونما استخدام لمفهوم الثقافة المؤسسة بمعالجة مباشرة أو غير مباشرة لمسألة الثقافة في المؤسسة، وتبرز تحليلاتهم عالماً ثقافياً لامتجانساً في علافة باللاتجانس الاجتماعي الخاص بمختلف أصناف العمال، فهؤلاء لا يصلون إلى المؤسسة مجردين ثقافياً بل هم يحملون إليها.

في بعض الحالات يكون هناك ثقافات متغيرة وفي بعض الأحيان ثقافات طبقة “الثقافة العمالية”، ولقد بيّن عدد من الدراسات أهمية هذه الثقافات في تنظيم سلوكات الإجراء داخل المؤسسة، إذ ليست هذه الثقافات في أساسها تابعة لهذه أو تلك من المؤسسات.

إذا ما كان لمفهوم “ثقافة المؤسسة ” من معنى في نظر علماء الاجتماع، فذلك يكون يببه النتيجة الحاصلة من التمايزات الثقافية بين كافة المجموعات الاجتماعيه التي تكوّن المؤسسة، إذ لا يوجد ل “ثقافة المؤسسة” خارج الأفراد المنتمين إليها ولا يمكنها أن تكون سابقة لهم، بل هي تبنى من خلال تفاعلاتهم، ليس الإجراء في أي حال من الأحوال حتى في وقتنا الراهن، حيث تتجه ثقافات المهن إلى الضعف وحتى إلى الانقراض.

إن إبداعاتهم الثقافية تتجلى بكل أنواع الطرق، هذه الإبداعية ليست لا نهائية بكل تأكيد وهي تتوقف جزئياً على موقع الإجراء ضمن نسق المؤسسة الاجتماعي.

العالم رونو سانسولبو والمقاربة السوسيولوجية لثقافة المؤسسة:

على هذا النحو بين رونو سانسولبو إنه يمكن حسب الأصناف الاجتماعية المهنية، وتحديد ترسيمات مختلفة للسلوكات داخل المؤسسة، وقد انتهى إلى اختصارها في أربعة نماذج ثقافية رئيسية، الثقافة الأولى التي تميز العمال المختصين والعمال غير الأكفاء أكثر من غيرهم، وهي تنطبع بطابع العلاقات الانصهاري إذ يثمن الجماعي بوصفه ملاذاً وحماية ضد الانقسامات.

تحيل ثقافة ثانية على العكس من ذلك، على القبول بالاختلافات وعلى المفاوضة وهي بصورة خاصة من صنع العمال المحترفيين ولكننا نجدها أيضاً لدى بعض التقنيين الذين يزاولون مهنة فعلية، ولدى الإطارات التي يمارس أعضاؤها وظائف تأطير فعلية أيضاً.

تتناسب الثقافة الثالثة مع وضعيات الحراك المهني الطويل الأمد الذي نعيشه، غالباً الإطارات تكون عصامية التكوين في هذه الحالة يكون نمط الاشتغال العلائقي هو نمط التناغم الانتقائي والريبة تجاه المجموعات المتشكلة داخل المؤسسة، تتسم رابع ثقافات أوساط العمل بالانزواء والتبعية، ونجدها لدى عمال فاقدي التأهيل والذين تعوزهم ذاكرة عمالية.


شارك المقالة: