إن أشكال العنف ضد المرأة توضح أنه يوجد علاقة قوية بين ما تتعرض له المرأة من تمييز واضطهاد وقهر يفرضه النظام الاجتماعي على المرأة بشكل عام وما يرتبط بهذا النظام من أنساق وعلاقات وبين ما تتعرض له المرأة في داخل العائلة من عنف مادي ومعنوي.
الملامح البنيوية للتمييز والعنف ضد المرأة:
على الرغم من التطورات التي حدثت لمكانة وأوضاع المرأة في المجتمعات الصناعية الحديثة، وطبيعة العلاقة بين المرأة والرجل في داخل الأسرة التي تتحكم بها العلاقات العبودية التي تأسست بشكل تاريخي والتي تزامنت مع نشأة الملكية الخاصة ووجود الثقافة والحضارة الذكورية في النظام والسلطة الأبوية الذي يعطي فيها هذا النظام السلطة الكاملة والمُطلقة للرجل وفرض الخضوع من المرأة للرجل بالقوة.
كما أن معظم وأغلب القوانين التي تحكم الأسرة في المجتمعات الإنسانية المختلفة والمتعددة التي تقوم على دعم الفكرة التي تقوم على أن المرأة هي امتداد طبيعي يتمتع به الرجل وتتبع لملكية الرجل العامة، وبالتالي قد ترك القانون الحرية للرجل في طريقة التعامل مع المرأة دون تدخل أو حساب.
وذلك باعتبار أن هذه الطرق في التعامل مع المرأة شأن من شؤون الأسرة، حيث أن المجتمع أعطى الرجل من خلال القوانين والأعراف والثقافات المنتشرة فيه الحق للرجل في السيطرة على المرأة في الأسرة في جميع النواحي مادياً ومعنوياً وأوجد المجتمع لدى المرأة الشعور بالتسامح تجاه العديد من الأفعال والسلوكات غير المقبولة من الرجل واعتبار هذه السلوكات طبيعية وصحية.
كما تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن الرجل في المراحل المبكرة من نشأة الأسرة الأبوية، كان يملك الحق في قتل زوجته كما يملك الحق في قتل العبد الذي يملكه دون وجود مساءلة قانونية أو روادع اجتماعية حيث تعتبر المرأة مثل العبد لدى الرجل.
كما أن حالة الخضوع والتسامح التي تعيش وتتعامل بها المرأة مع أشكال وأنواع صور العنف والاضطهاد والقهر الذي تتعرض له المرأة في المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، والذي يعتبر من العنف هي الوسيلة الوحيدة من أجل التعبير عن نفسه كرجل من الممكن إرجاعها إلى الاغتراب الذي تعيش به المرأة التي تقوم برفع مكانة وشأن الرجل ورغبات الرجل على حساب وجود المرأة الذاتي.