الملك سيف الدين أبو بكر بن الناصر محمد في الدولة المملوكية

اقرأ في هذا المقال


الملك سيف الدين أبو بكر بن الناصر محمد في الدولة المملوكية

إن سيف الدين أبو بكر هو أحد أبناء السلطان الناصر وأيضاً أحد حفداء السلطان المنصور قلاوون، حيث أوصى أبوه الناصر قبل أن يتوفى بتولي سيف الدين وحصوله على السلطنة، وعلى إثر ذلك نصبه ووكله الأمراء في عام 1341 في قلعة الجبل، كما لقبوه بالملك المنصور على لقب جده، هذا بعد أن أتاح له الأمير شهاب الدين أحمد الذي أقام في مدينة الكرك في تولي السلطنة، حيث كان في العشرين من عمره.

أعمال وإنجازات الملك سيف الدين أبو بكر بن الناصر محمد في الدولة المملوكية

لقد كانت أول إنجازات السلطان سيف الدين أبو بكر ومساهماته عن طريق قيامه بالاجتماع مع الأمراء والقضاة إلى القلعة وإرجاع الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله أحمد سليمان إلى منصب الخلافة، حيث قام بإعطائه الخلعة السوداء الخاصة به بيده، بالإضافة إلى قرار العودة للتعامل في الفضة مع إبقاء التعامل بالذهب بسعر الله، هذا القرار الذي أسعد الكثير من الناس، إن ترك الذهب بسعر الله تعني أن يتم ترك عملية تسعير الذهب والفضة بشكل حر، على عكس ما قام به والده الناصر بمنع عملية التعامل بالفضة نظراً لأسباب مالية.

لقد بدأت الصراعات بطلب الأمير بشتاك تعيينه نائب للسلطان في الشام، وذلك بناء على ما ذكره بشتاك بأن الملك سيف الدين المتوفى كان يرغب في ذلك، وبالتالي لم تتم الاستجابة لطلب بشتاك بشكل نهائي من الأمير قوصون، وكانت ردة فعل بشتاك بأن يحاول الحصول على رضى الأمراء والمماليك، عن طريق تقديم الأموال والهدايا لهم، لذلك قام قوصون بالتواصل مع السلطان سيف الدين أبو بكر، بالإضافة لما يحاول القيام به بشتاك من جذب تأييد المماليك والأمراء حتى يحصل على عرش السلطنة وأنه من الضروري القبض عليه وإيقافه بشكل سريع.

وفي النهاية تم سجن بشتاك مع مماليكه في مدينة الأسكندرية، ثم قام السلطان بالاستيلاء على الممتلكات الخاصة بهم، ثم قام بتحويلها لملكه مع قوصون وبعض الأمراء، وبعد أن تخلص قوصون من بشتاك تم زيادة نفوذه وأصبح من أهم الأمير في دولة مصر، كما أصبح يتدخل في الشؤون الخاصة بالسلطان والتعليق على سلوكه سلباً، بالإضافة لكونه اعتاد على شرب الخمور.

نستنتج مما سبق من الأحداث التي قامت في عصر الملك سيف الدين الكثير من الأمور، بداية حدوث الكثير من التطورات من خلال الجهود المبذولة في العديد من المجالات أهمها مجال التجارة وخاصة التعامل في الفضة والذهب، إلا أنه في نفس تلك الفترة حدثت الكثير من الصراعات والخلافات للاستيلاء على بعض المناصب كانت أهمها صراعات بشتاك.


شارك المقالة: