المنظور السلوكي الاجتماعي في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


المنظور السلوكي الاجتماعي في علم الاجتماع الطبي:

على الرغم من شدة إبعاد بين المنظور الثقافي والمنظور الاجتماعي، إلا أن هذا المنظور الاجتماعي يهتم على حاجات الحياة الأسرية، ومقتضيات العمل والأنشطة الاجتماعية بصفة عمومية، ولذلك يهتم أتباع هذا المنظور بعملية الانسجام بين الملامح الإنسانية والاستجابات الإنسانية وبين مستدعيات الحياة الاجتماعية والبيئة الفيزيقية والاقتصادية.

فالنشاط السائد في المجتمع يتيح الفرص للأفراد للتعامل بشكل أو بآخر مع البيئات الاجتماعية المختلفة، ومن جانب آخر إذا لم يحدث التكيف البيولوجي، فإنه يعود إلى قصور في السمات الشخصية للناس، ويعود أيضاً إلى درجة التلاؤم بين الشخص وبين الوضع الاجتماعي الذي يحتله في المجتمع، ولذلك نرى موافقة هؤلاء الناس للمواقف الاجتماعية متباينة أيضاً تبعاً لمبدأ النسبية، فالموقف الشديد على شخص، قد يكون سهلاً على شخص آخر وهكذا.

كيفية التعايش الاجتماعي في المنظور الاجتماعي:

إن المنظور الاجتماعي يعتبر أن التعايش الاجتماعي عملية بالغة الغموض، ﻷنها تحتوي على الجهود النفسية والأدائية للإنسان، وتدريباته ومهاراته، ومستوى التأييد الاجتماعي له، وحجم متطلبات البيئة الفيزيقية والاجتماعية، وحجم الانسجام بينه وبين هذه المقتضيات، كما يتمثل هذا المنظور التأكيد على الدور الحاسم للعوامل الاجتماعية في الصحة والمرض، وفي طريقة تقديم الخدمات الصحية ذاتها.

ولهذا فقد سعت دراسات علم الاجتماع الطبي لرصد هذه العوامل، والتعرف على حجم الدور الذي تلعبه في صحة المجتمع ومرضه، للكشف عن العلاقة بين التغير الاجتماعي السريع والصحة، كذلك حاولت دراسات أخرى الكشف عن مصادر الضغوط الاجتماعية وآثارها على الصحة والمرض.

ومن المعروف أن الصحة والمرض يصعب فهمهما ما لم ندخلهما في السياق الاجتماعي الأكبر لمحاولات الفرد التكيف، مع شؤونه الحياتية، وبالتالي فلا هدف للطب، ولا غاية للعلاج إذا لم نضع في الاحتساب الاهتمام بالعوامل الاجتماعية والنفسية، بنفس المستوى الذي نراعي بها العوامل البيولوجية، وأغلبية الأنشطة الطبية.

ولعل المنظور الاجتماعي أسهم بالفعل في تحويل وجهة النظر الطبية عن التفسيرات الفسيولوجية والبيولوجية وتوجيهها نحو الأسباب الاجتماعية، ومن جانب آخر أثمر هذا المنظور في تعريف المرض تعريفاً بيولوجياً واجتماعياً، كذلك أفاد من ناحية ثالثة اهتمام علماء ودارسي الصحة العامة نحو إحداث التغيير في البيئة الاجتماعية، وفي السلوك الاجتماعي، فتجسد اهتمامهم وتركز على عدم الأوبئة الاجتماعي الذي ينظر إلى المرض في ضوء السياق الاجتماعي الأيكويولوجي الأكبر.


شارك المقالة: