الموانىء ووسائل الاتصال في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


الموانئ في عهد الملك سعود:

قامت حكومة جلالة الملك سعود إنشاء مشروعات خاصة بالموانئ من إصلاح بعض الموانئ الأخرى وترميمها وتوسيعها، من أبرز هذه الموانئ: ميناء الدمام: حيث بدأ العمل فيه عام 1397/ 1948 ميلادي وذلك بإنشاء رصيف الميناء في عرض البحر، فامتد إلى داخل البحر قرابة 12 كيلو متراً. وأصبح بعد أن حسن في عهد الملك سعود وطور وزود بآلات الشحن والتفريغ، في استطاعته أنّ يستقبل يومية نحو 1100 طن من البضائع. وأيضاً ميناء جدة: ويعد من أهم الموانئ في المملكة العربية السعودية على البحر الأحمر وذلك لاستقباله كل عام حجاج بيت الله، ولذلك اهتمت به الحكومة فعملت على وضع خطة من أجل تطوير هذا الميناء بزيادة عدد الأرصفة والتجهيزات.

حيث اعتمدت على شركة بكتل العالمية من أجل تطوير هذا الميناء وترتب على تلك التحسينات بلوغ عدد البواخر التي رست بميناء جدة  في عام 1375/ 1950 ميلادي، ألف وثلاث مئة باخرة وكان هذا دافعاً من أجل تكليف شركة بكتل في عام 1379/ 1959 ميلادي ببناء رصيف جديد ومناصب حديدية شمال الميناء الرئيسي. وكانت هذه التوسعات داخل الميناء تتم على حساب البحر الأحمر وذلك بردم المستنقعات ويستخدم مكانها في إقامة المخازن والمستودعات، أو بتعميق المياه الساحلية وإنشاء الأرصفة.

ميناء ينبع:

يقع على البحر الأحمر ويعد الطريق التجاري إلى المدينة، حيث بقيى ميناء ينبع منزوياً ولم يصبها تطور، بل على العكس هجرها الكثير إلى مدن المملكة الرئيسة. لكن منذ عام 1380/ 1960 ميلادي بدأت تدخل مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي والاجتماعي وبدأ العمل في الميناء بإرساء قواعد الميناء منذ عام 1380/ 1990 ميلادي وذلك ببناء رصيفين من الأسمنت عند الزاوية اليمنى من الساحل وهذا يعني أنّ السفن تستطيع الرسو مهما كانت أحوال المد والجزر.

حيث تمّ تزويد الميناء بمبنى للحجاج القادمين عن طريق الميناء وآخر لإدارة المبنى ومستودع للشحن والتفريغ ومخازن مفتوحة، إلى جانب الآلات المساعدة التي تتمثل في 8 روافع و 10 شوكات رافعة. ولما جاء عام 1993/ 1383 ميلادي بدأ هذا الميناء في الاتصال بالعالم الخارجي وأعلن عن انتهاء العمل في هذا الميناء وأصبح يتكون من ثلاثة أرصفة طول الأول 170 متراً  والثاني210  أمتار ويبلغ طول الثالث 70 متراً. وكان من نتائج هذه التوسعة في هذا الميناء هو تخفيف الضغط على ميناء جدة بعد أن أصبح لهذا الميناء دوره في استقبال الحجاج من جهة ووصول البترول من الشرقية إلى ميناء ينبع من جهة أخرى

فزاد ذلك من مكانة ينبع الاقتصادية. وأصبح قادرة على استقبال السفن التي لا تزيد حمولتها على 20 ألف طن وبدأ الميناء يظهر في إحصائيات حركة النقل البحري في المملكة منذ عام 1380/ 1991 ميلادي. وكانت هذه هي أهم موانئ المملكة في ذلك الوقت وكلها نالت نصيبها من التقدم والتحسين والتوسعة إضافة إلى وجود موانئ أخرى نالتها عناية الدولة مثل الوجه الذي لم يكن منها سوى رصيف قديم مبني من الحجارة على خط الساحل لا تستطيع السفن الكبيرة الاقتراب منه حيث تقف بعيداً ويتم الانتقال عن طريق القوارب الصغيرة.

ثم بدأت المنشآت الخرسانية على طول الميناء وبنيت الأرصفة. كذلك كان هناك ميناء القنفذة وجازان والتي كان لها دور تجاري مهم.

البريد والبرق في عهد الملك سعود:

 أولاً البريد: لقد كانت دائرة البريد تعمل في حدود ضيقة نتيجة لإمكانياتها المادية والفنية القليلة، حيث كان يعمل في هذه الدائرة حوالي 250 موظفاً فقط لكن بعد أن انضمت إلى وزارة المواصلات في عام 1954 ميلادي وأصبحت من ضمن اختصاصاتها، حيث تغيرت أمورها واتسعت وأصبحت ذات تأثير أكبر وأنشئت المراكز البريدية في كبرى مناطق المملكة هي، ينبع، جدة، مكة المدينة وكانت تقبل كل أنواع البريد من حوالات وطرود والرسائل المادية والمسجلة وغيرها.

وأمّا المراكز التي أنشئت في بقية أرجاء المنطقة ومنها الرياض فلم يكن يستقبل بها سوى المراسلات العادية والمسجلة فقط. وكانت تنقل بواسطة البريد البري والبريد الجوي، ثم تطور البريد بعد ذلك نتيجة للإمدادات الفنية والمالية وزاد عدد مكاتب البريد في جميع أرجاء المملكة حتى بلغ عدد الخطوط البريدية 30 خطاً.

ويصل إلى حوالي 500 قرية غير المدن الرئيسة وبلغ عدد المراكز البريدية حوالي302 مركزاً ولقد أصدرت الوزارة طابعة بريدية  من فئة سبعة أثمان القرش في عام 1375/ 1955 ميلادي، كذلك ابتعثت شخصين إلى مصلحة بريد مصر للاستفادة من النظم الحديثة هناك.

ثانياً البرق: كان الحجاز هو المصدر الأول لنشأة الاتصالات السعودية وتطورها، فكان أول تلغراف ذلك الذي أنشأته الدولة العثمانية في أثناء حكم السلطان عبد الحميد واستخدمت الأعمدة الخشبية لحمل الأسلاك على طول سكة حديد الحجاز وفي عهد الملك عبد العزيز صدر أمره الكريم في الموافقة على مشروع نظام البرق ومن الحجاز انطلقت تقنية الاتصال في عهد الملك عبد العزيز لتعم سائر البلاد.

وفي عهد الملك سعود تمّ إنشاء محطات اللاسلكي البرق في كل من جدة والمدينة والرياض والدمام والطائف وذلك بعد أن صدرت موافقة جلالته على استخدام الأجهزة اللاسلكية. بالإضافة إلى عدد غير قليل من المراكز اللاسلكية الثابتة والمتحركة التي تمّ إنشاؤها في مختلف مناطق المملكة وربطت حواضر المملكة ببواديها بحوالي 120مركزاً لاسلكي وبدأت تعمل على المبرقات الطابعة بطريقة  التلتايب وهي أسرع خدمة من البرقيات العادية. ومع توافر الأموال وانتعاش الحالة الاقتصادية وكثرة الوافدين للبلاد للالتحاق بالصناعات الحديثة المختلفة، عملت الحكومة على تيسير الخدمات البرقية وتسهيلها ونشرها في جميع أرجاء البلاد.

ولقد افتتحت مدرسة لاسلكية، للتمرين على أجهزة الإرسال والاستقبال والآلات لتزويد المراكز اللاسلكية بالأيدي العاملة. حيث قسم التعليم عدد من التلاميذ على المخابرة، كذلك التمرين على الآلات التلغرافية الكاتبة التي وردت لهذه المصلحة.

الهاتف في عهد الملك سعود :

وقد تمّ إنشاء شبكة الهاتف في جميع أرجاء المملكة  لكي تقوم في ربطها ببعضها مع العالم الخارجي، حيث رصدت ميزانية له في عام 1374/ 1954 ميلادي، تقدر بمبلغ تسعة ملايين ر.س، فقد أنشئت أول محطة للاتصالات الهاتفية بين الرياض، والدمام، مكة، الطائف. وفي عام 1375/ 1959 ميلادي، افتتح حضرة صاحب الجلالة الملك سعود الاتصال الخارجي مع الدول العربية منها: مصر وسوريا ولبنان والأردن.

وفي  الموافق من عام 1376/ 1907 ميلادي،  قام جلالته في افتتاح الاتصال مع العالم الخارجي مثل العديد من البلدان : لندن وباريس وروما وواشنطن ومدريد. ولقد تم تركيب أجهزة وكوابل مشروعات الهاتف الأتوماتيكي في مدينة جدة وقد أعتمد لهذا المشروع مبلغ وقدره 20837,500 ر.س واستوردت المصلحة أجهزة لتأسيس محطات بحرية في كل من جدة و الدمام واعتمد لهذا المشروع مبلغ وقدره 800000 ر.س.

ورُصدت الميزانية الضخمة من أجل مشروعات الهاتف وتأسيس المقسمات في كل أرجاء المملكة وحققت الوزارة تقدماً رائعاً، تمثل في القفزات الرائعة التي تحققت على أعلى المستويات في مجال الاتصالات. ومن أجل ذلك أسّست في العاصمة مداس لتعليم فن المخابرة وأقيمت ورش لاسلكية فنية لتعليم التلاميذ وإعدادهم إعداداً عملية على هندسة الاتصالات،  كذلك أنشئت مدرسة فنية كبيرة لتقوم في التعليم الفني على نطاق واسع واستقدم لها أساتذة فنيون من ذوي الكفاءات الممتازة من الخارج.

ممّا يجدر ذكره أنّ الكثير من العاملين في هذه المحطات الضخمة هم من السعوديين الذين ابتعثتهم حكومة جلالة الملك إلى الخارج أو ممن تخرجوا من المدارس التدريبية التي أقامتها لهذا الغرض الاهتمام في وسائل الإعلام وكان اهتمام جلالته بوسائل الإعلام قد بلغ جدّة لا نظير لها، خصوصاً أنّه في مجتمع جدة محافظاً لم يألف التلفزيون ويعد غالبية ما يظهر على الشاشة من المحرمات، حيث أنّ منهم من كان يرفض وجود السيارات والتلفزيون، لكنّ الملك سعود وقف تجاه تلك العقبات وذللها وأمر جلالته بتطوير برامج الإذاعة.

فزاد قوة الإرسال لتتمكن من أداء رسالتها وانطلق صوت المملكة إلى الشرق الأوسط كله، حيث كانت مقيدة بمبادئ الفضيلة والأخلاق ودعوتها إلى الحق والعدالة. وإلى جانب ذلك فقد وافق جلالته على إنشاء التلفزيون وأن يعرض كل ما هو صالح ومفيد من أجل تعليم الشعب وتثقيفه ثقافة جديدة من خلال اطلاعه على العالم الخارجي.

فكانت وسائل الإعلام هذه تبث الأحاديث والقرآن الكريم والمواعظ الدينية والمحاضرات التاريخية عن الإسلام والعرب وعزز ذلك من النهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين والتي تعالج المشكلات الاجتماعية والثقافية ومن خلال هذه الوسيلة كان تحقيق العديد من الأهداف من خلال التثقيف والتوجيه وفوق ذلك كله العمل على ترسيخ الإيمان بالله.

ومن خلال ذلك نلاحظ اهتمام الملك سعود بن عبد العزيز في جميع الوسائل التي ساعدت في تقدم وتطور الدولة، حيث تركَّزت الدولة على متطلبات العصر الحديث وعُدَّت من الدول النامية البارزة في العالم الإسلامي عامَّة والعالم العربي خاصة.

المصدر: التعليم في عهد الملك سعود بن عبد العزيز أل سعود تأليف حصة بنت جمعان الهلالي الزهراني الطبعة الأولىتاريخ الدولة السعودية في عهد سعود بن عبد العزيز تأليف امين سعيد الطبعة الأولىالمملكة من الداخل تاريخ السعودية الحديث نقلة إلى العربية خالد بن عبدالرحمن العوض الطبعة الرابعةتاريخ ملوك آل سعود للأمير سعود بن هذلول الطبعة الأولى 1380 هجري


شارك المقالة: