النسق الاجتماعي عند باريتو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


النسق الاجتماعي عند باريتو في علم الاجتماع:

لقد قدم باريتو تصوره عن الإنسان، ذلك المخلوق الغريب والقوى الخفية الفطرية التي تحركه الغرائز وما يرتبط بها من رواسب والتبريرات التي يخترعها ليبرر بها سلوكه غير المنطقي المشتقات، وانطلق ليشرح لنا كيف يسير المجتمع ويؤدي وظائفه بناء على تصوره ذلك على أساس الحياة الاجتماعية.

رأى باريتو أن المجتمع يمثل نسقاً مثل النسق الفيزيقي الكيميائي، أي أنه عبارة عن كل يتكون من أجزاء أو عناصر يعتمد كل منها على الآخر، بحيث أن أي تغير في أحد الأجزاء يؤدي إلى تغيرات تكيفية في بقية الأجزاء، وعناصر النسق الاجتماعي في رأي باريتو هي الأفراد ومصالحهم ودوافعهم وعواطفهم والذي يحدد شكل النسق الاجتماعي وتخرج عن نطاق المجتمع مثل البيئة الطبيعية والمجتمعات الأخرى، ولكن تأثير هذه الظروف ليس بمثل قوة وتأثير العناصر للمجتمع الداخلية.

إن ثبات المجتمع أو تغيره أو فنائه، يعتمد بصفة أساسية على نوعية الرواسب التي تسود فيه هذه الرواسب ثابتة، ولكن الأهمية النسبية لكل منها بالنسبة لمجتمع ما تتغير تغيراً طفيفاً على مر الزمن، وأهم شيء مسؤول عن التغير التاريخي هو التغير في القوة النسبية لكل من الرواسب من الفئة الأولى أي غريزة التكامل، ومن الفئة الثانية أي رواسب استمرارية التجمعات، والتغير في هاتين الفئتين من الرواسب قد يحدث بفعل تغيرات في البيئة الطبيعية تؤدي إلى نوع من التكيف في الغرائز الأساسية وبعض التعديل فيها، والرواسب هي التي تحدد مصير الناس والدول.

وهذه الرواسب ليست موزعة بالتساوي بين الأفراد أو بين الطبقات الاجتماعية أو بين المجتمعات، فهناك أفراد يتمتعون برواسب قوية من الفئة الأولى، غريزة التكامل وآخرون يتمتعون برواسب قوية من الفئة الثانية استمرارية التجمعات، كما أن هناك مجتمعات بأسرها يسود فيها هذا النوع أو ذلك من الرواسب.

ويرتبط التفوق لدى الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد أو في المجتمع بصفة عامة بقوة الرواسب من الفئتين الأولى والثانية ويرتبط التخلف والتبعية بضعف هذه الرواسب.

لا بدّ أن يكون بالمجتمع تمايز اجتماعي، نظراً للتمايز بين الأفراد والمجموعات فيما لديهم من غرائز فطرية بيولوجية، يترتب عليها تمايز في القوى العقلية والأخلاقية والفيزيقية والشخصية والذكاء والمهارة والقدرات.


شارك المقالة: