النظرية التبادلية والأزمة التي تفيد الأخصائي عند عمله مع المسنين

اقرأ في هذا المقال


تعتمد النظرية التبادلية على فكرة الأخذ والعطاء، أي أن كل شخص يسعى لإنجاز أقصى فائدة ممكنة وفي الوقت نفسه يقلل من التكلفة إلى أدنى حد ممكن، وذلك بمعيار المكانة وتقدير الذات أي أن كبار السن يحاولون إقامة الارتباطات المجزية التي تنجز مصالحهم، وقطع العلاقات التي تسبب لهم الجهد وهدر الأموال، والمسنين الذين يملكون القليل ليقدموه للآخرين يجدون الصعوبة في الحصول على ما يريدون.

النظرية التبادلية التي تفيد الأخصائي عند عمله مع المسنين

تؤكد هذه النظرية على الاستفادة المتبادلة وتغفل عن الجوانب الإنسانية النبيلة، مثل الحب والوفاء للكبار والتقرب والتحدث مع العائلة وعلى هذا تثبيت هذه النظرية بدراسة كافة علاقات كبير السن بمهامه وعائلته ومجتمعه، وتفرض أن أي شخص يكون كبؤرة لمجموعة من الارتباطات الاجتماعية وعندما يكبر عمره يتجه نحو الشيخوخة وتتقلص علاقاته الاجتماعية ومشاركته ككائن عضوي.

وترى هذه النظرية أن رفض المجتمع لكبار لسن له آثار سلبية عليهم ويؤدي إلى انفصال المسنين عن ممارسة أدوارهم الاجتماعية السابقة، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه لا فائدة منهم وإنما يشير إلى نوعية التفاعلات والعلاقات الاجتماعية المتبادلة بين المسنين وغيرهم من أفراد المجتمع.

وقد ركزت دراسة شانيز على ثلاثة دول صناعية والتي تناول فيها الباحث القدرات الحسية والأدوار الاجتماعية والدخل والاتجاهات، ونتج من هذه الدراسة أن كبار السن في المجتمعات التي درست يندمجون مع المجتمع أكثر مما يتوقع، وأن حالات الانفصال عن المجتمع التي تحد لكبار السن حالات بسيطة ليست لها أي دلالة لإحصائية ذات معنى.

وأبرزت الدراسة أهمية الانتفاع بخبرات كبار السن، حيث أنه من المصلحة في إطار النظرية التبادلية الانتفاع من خبرات كبار السن في مقابل توفر طرق الرعاية بهم من إقامة في منزل وعلاج وطعام وعناية أسرية.

نظرية الأزمة التي تفيد الأخصائي عند عمله مع المسنين

وهي أحدث النظريات التي تفسر سلوك المسنين وذلك بعد تغيير أو تصحيح دور المسن، فبعد أن كان كل أيامه فيها بات بلا نشاط وبالأخص إذا كان عمره فوق الستين، حيث أن العمل ليس فقط سبباً للحياة ولكنه يعطي خطة ملموسة للعيش يوماً، أملاً أن يبث الأمن والطمأنينة للإنسان.

وتعتبر نظرية الأزمة أحد النظريات التي يمكن أن يستعملها الأخصائي الاجتماعي في تحليل العديد من الصعوبات التي يستجيب لها كبار السن، ويتيح لكبير السن في تصميم برنامج اجتماعي مقابلة سليمة لحدث مفاجئ أو أزمة التقاعد والتعرف على بدائل ملائمة للمسنين وأسرهم ومعقولة أي مناسبة للجهود والموارد الخاصة، وتوظيف الإمكانات التي تحيط كبير السن من العائلة والأصدقاء في عمل اجتماعي هادف وشامل يساهم في النهاية إلى توفير الاطمئنان النفسي والاجتماعي لكبير السن.


شارك المقالة: