اقرأ في هذا المقال
إن النظرية النموذجية الموسعة في علم السيميولوجيا تبحث في تقدم تفسير سيميائي للعلامات والرموز ولكن بشكل تجريدي،كما تعبير عن القواعد النحوية للعلامات في الصيغ والرسوم البيانية.
النظرية النموذجية الموسعة في علم السيميولوجيا
إن النظرية النموذجية الموسعة في علم السيميولوجيا مجردة لدرجة أنها تميل إلى تقدم تفسيرًا سيميائيًا للعلامات والرموز بشكل تجريدي، لكن الفجوة بين النظرية النموذجية والخطابات الفعلية لم يتم سدها بعد بشكل مقنع، وجميع أعمال تشارلز بيرس على مستوى عالٍ جدًا من العمومية.
ويبدو أنها أصبحت أكثر وأكثر تجريدًا وصعوبة كلما تم التقدم فيها، والنظرية النموذجية الموسعة في علم السيميولوجيا على الرغم من كل تعقيداتها هي بنية كاملة ومحددة بوضوح، حيث يمكن التعبير عن القواعد النحوية للعلامات في الصيغ والرسوم البيانية، لكنها أقل تحديدًا من الجانب البارز لسيميائية غريماسيان لعملية التعديل وحتى أقل تطورًا بشكل مؤكد.
والسيميائية الغريماسية هي حليف علمي للنظرية النموذجية الموسعة ولكن مثل فيزياء أينشتاين، لها أيضًا جودة وجاذبية فلسفية بحيث تبدأ بالمبادئ العامة وتستنتج النتائج، وعلى غرار تجارب الفكر لأينشتاين أو الاستنتاج التجاوزي للفئات لكانط أعتقد إنه من المثير للاهتمام بشكل خاص اتباع هذا الموضوع الاستنتاجي في حساب النظرية النموذجية الموسعة للتشكيل.
وهي عملية تعكس طريقته، وبهذا يعد استخدام اللغة عملية نشطة وسلبية، فلبشر بطبيعتهم مسيطرون على اللغة بمعنى أنهم لا يستطيعون أن يخلقوا معاني جديدة تمامًا لأي شيء يقولونه، وعلى الرغم من إنه ربما لم يتم وضع جملهم معًا بهذه الطريقة من قبل فمن المفترض أن يتحرك من خلالهم بدلاً من نشأته فيهم، لأنهم مجرد تشغيل آلية كانت موجودة قبل وقت طويل من ولادتهم.
أي متوارثة ومضمنة مثل الجينات التي أعطتهم لون أعينهم وطولهم وصوتهم الغنائي، ومع ذلك فإن استخدام اللغة يعني القيام بعمل ما، وشيء جديد يتم بمحض إرادتهم مع وجود عواقب تتراوح من التافه إلى المهم جدًا، في حين تركز النظرية النموذجية بشكل أساسي على اللغة كنطق، وفي هذه النظرية يتحول جوليان جريماس إلى الفعل اللغوي أو النطق، في محاولة لتوضيح الوسائل التي يتم من خلالها تحويل الاحتمالات السيميولوجية إلى كلمات حقيقية ذات عواقب حقيقية.
وبالنسبة إلى العالم رولان بارت فإن التحولات التي تستمد بنية السطح من بنية عميقة تنطلق من هياكل منفصلة نموذجية عامة للغاية وبسيطة نسبيًا إلى هياكل متكاملة أكثر تحديدًا ومعقدة نسبيًا ونحوية، ويعطي رولان بارت تشبيهًا لشرح كيفية إنشاء التركيبات الواضحة.
والكلمات الأكثر تعقيدًا هي عمليات تنشيط للإمكانيات الكامنة في الهياكل العميقة، بدءًا من النظرية النموذجية إلى المسار التوليدي للنطق، وبشكل عام إذن يتبع التهيئة مسارًا من عام إلى خاص.
وعلى طول الطريق تنقل التحولات المعاني نحو الظهور وهي سمة من سمات النظرية النموذجية في نظام جوليان غريماس وتدعو إلى المقارنة مع نظام السير تشومسكي، حيث يستخدم جوليان جريماس مصطلحي الكفاءة والأداء من قواعد السير تشومسكي لكن نموذجه مختلف تمامًا عن نموذج السير تشومسكي.
وتستند القواعد التحويلية التي تم تطويرها من عمل تشومسكي إلى فرض القواعد المنطقية لسلسلة من العمليات على العناصر اللغوية الأساسية المستعارة من القواعد التقليدية كالعبارة الاسمية والعبارة الفعلية واللفظية، إلخ، ويجب أن يؤدي تطبيق القواعد على العناصر إذا كان النظام مثاليًا وهو ليس كذلك إلى إنشاء جميع الجمل الممكنة في لغة معينة، وإن نظام جريماس أكثر نقاءً، حيث يعتمد في قواعده على مبدأ لغوي بدلاً من مبدأ منطقي رياضي، والطريقة هي المعادل اللغوي للتأثير على أو تعديل تأثير عنصر لغوي على آخر.
ويطرح جوليان جريماس مبدئيًا طرق تعمل في اللغات هي الرغبة والاضطرار إلى والقدرة على والمعرفة، وهو يتكهن بأن مثل هذه الأساليب قد تتوافق مع الفئات الدلالية لأعلى عمومية وربما تشبه المسلمات اللغوية لتشومسكي أو مقولات كانط، ويتم تحقيقها وفقًا للإمكانيات الكامنة في النظرية النموذجية، والتي تنتج مجموعة معقدة بشكل محير ولكنها منطقية بشكل صارم من الهياكل النمطية، على سبيل المثال، تطبيق طريقة الاضطرار إلى على الفعل بشكل عام، وينتج عنه الاضطرار إلى القيام به مما يؤدي إلى إنشاء المعرفة.
الأشكال الاجتماعية الفعلية في النظرية النموذجية
بشكل أكثر تحديدًا أو من حيث الأشكال الاجتماعية الفعلية يمكن أيضًا تطبيق النظرية النموذجية إلى العمل على الوجود، كما يمكن لكل من الطرائق الأخرى إنتاج قوائم جرد واسعة للأشكال المعرفية والاجتماعية، إذن مساهمة النظرية النموذجية لجوليان جريماس في فهمه للطبيعة البشرية هي ضمن التقليد الكانطي لتأسيس شروط مسبقة لإمكانية إدراك الكون وقدرته اللاحقة على العمل فيه.
ويقدم وصفًا للقيود السيميائية التي تنظم التفاعل وأنماط التفكير والتواصل والعمل، ولقد ربط عمله الفكر بعمليات اللغة، وساعد على رؤية أن العقل هو مصدر الفعل.
والأشكال الاجتماعية الفعلية هي أفضل طريقة لتقديم الهيكل الأولي للنظرية النموذجية في علم السيميولوجيا، نظرًا لأن الأشكال الاجتماعية الفعلية هي هيكل مكتمل ومحدد تمامًا، ويمكن وصفه نظرًا لأن أجزائه عبارة عن علاقات متبادلة منطقية معقدة، وتم تقديم الهيكل الأساسي في الدلالات الهيكلية وهي عرض شامل للهيكل في شكله كنموذج.
انتقادات النظرية النموذجية في علم السيميولوجيا
1- تستمد النظرية النموذجية قواعدها السردية من تحليل الوحدات السطحية للدلالة والعناصر المعجمية ثم تقوم بإجراء التقييم.
2- لا يمكن إثبات الاقتراح القائل بأن النظرية النموذجية توفر إجراءً محددًا لوصف المعنى بدون أمثلة دقيقة أو إجراءات وصفية وإضفاء الطابع الرسمي على قواعد التحليل.
3- لا أحد يتوقع أن تصل النظرية النموذجية في حالة المعرفة الحالية إلى تلك المرحلة من الواضح؛ لكن الطرق التي فشلت بها تلقي بظلال من الشك على جدوى النظرية النموذجية نفسها؛ وقد يكون من المستحيل من حيث المبدأ وكذلك في الممارسة بناء نموذج يستمد معنى نص أو مجموعة من النصوص من معنى العناصر المعجمية.
4-كانت النظرية النموذجية تقوم بإثبات منطقي رياضي بدلاً من تحليل القيود الثقافية والمعرفية على المعاني المحتملة، والتي لا يمكن أبدًا إثباتها بالطرق التي يمكن وصفها.
5- النظرية النموذجية يتم تضمينها بشكل غير مباشر في هذا الوصف بسبب التحليلات التي يتم إجراؤها على المواد المحددة لغرض سيميائي.
لكن السير برييتو سمح للنظرية النموذجية بالبقاء والبقاء علمًا على الرغم من مستوى آخر من العمومية وعلى الرغم من أن السير برييتو ليس واضحًا جدًا بشأن طبيعة هذه النظرية السيميولوجية العامة، ويبدو أن عمله داخل المجال يشير إلى الاقتناع بأنه لا ينبغي فقط تزويد العلوم السيميولوجية بإطار متماسك قبل أن تتمكن التخصصات المحددة من إنجاز مهمتها.
ولكن إنه سيُطلب منه أيضًا مقارنة نتائج هذه التخصصات، ومن أجل تحديد كيفية اختلاف الموارد المختلفة لنقل الدلالة، سواء كانت هذه النظرية النموذجية تتألف من مفهوم الإشارة أم لا، أو إذا كان هناك حاجة لشيء مختلف، أو شيء إضافي فمن الغريب القول إن هذه النظرية ببساطة مفترضة من قبل حركة سطحية.
كما يؤكد أمبيرتو إيكو لو ذلك صحيح في كل هذه النظريات ستكون صالحة فقط بالنظر إلى إطار سطحي معين، وبالنسبة لشخص لا يشارك هذا الإطار فلن يكون لكل هذه المجالات الخاصة للدراسة ما تساهم به، وفي النهاية إذن النظرية النموذجية في السيميولوجيا محددة وستُعطى أيضًا لمشاعر الفلسفة.