النواحي الثقافية التي تكون شخصية الفرد

اقرأ في هذا المقال


النواحي الثقافية التي تكون شخصية الفرد:

تأثير الثقافة من الناحية الجسمية:

تؤثر الثقافة المشتهرة في كل مجتمع على الصفات الجسمية لأفرادها؛ فالعرق ولون البشرة والعيون وشكل الشعر وغيرها من مواصفات الجمال تتأثر بنظرة المجتمع وتقييمه، وتلعب دوراً للجمال أي أن ثقافة المجتمع لها دوراً كبيراً في تشكيل أجسام أفرادها.

تأثير الثقافة من الناحية العقلية:

تؤثر ثقافة المجتمع على الجوانب العقلية والفكرية للأفراد؛ فهناك مجتمعات تقوم بتحفيز أفرادها على المعرفة العلمية واستخدام التفكير المنطقي والعقلاني، في حين هناك مجتمعات تشجع أفرادها على الغيبيات والقوى السحرية في تفسير الظواهر، وعدم محاولة البحث عن الأسباب العلمية الرئيسية للظاهرة الثقافية.

تأثير الثقافة من الناحية المزاجية:

أثبتت العديد من الدراسات أن الثقافة لها أثراً كبيراً في تكوين الفرص المزاجية للفرد؛ عن طريق تشكيل طريقة التعبير عن الانفعالات والمشاعر، فمثالاً تشجع بعض الثقافات أفرادها على التحكم في عواطفهم وتشجيع بعض السمات من السمات الثقافية التي ينشر فيها مجموعات الأفراد وانفعالاتهم، في حين هناك ثقافات تحث أفرادها على إظهار هذه العواطف والمشاعر وتحفظها.

الناحية الأخلاقية التي تؤثر على تكوين شخصية الفرد الثقافية:

تعتبر القيم الأخلاقية نسبية وتختلف من ثقافة إلى أخرى، فالثقافة هي التي تحدد النسق القيمي لأفرد؛ فما يعتبر حالاً في مجتمع، وقد يعتبر حراماً في مجتمع آخر، والصواب أوالخطأ يختلف باختلاف الثقافة السائدة، ومن الخطأ القول بأن الصفات الخلقية ترجع إلى الفطرة والوراثة، فقد أثبتت الأدلة الحديثة أن كثير من الصفات الخلقية ترجع إلى حد كبير إلى فوارق الثقافة، ومن ثم فإن الصفات الخلقية يجب تفسيرها في إطار الثقافة التي تخضع لها.

ولا بد أن نشير إلى أن الشخصية تؤثر بشكل كبير على الثقافة، فقد يتصور البعض أن الثقافة مجموعة من المعارف والمهارات والعادات والاتجاهات التي يتخذها الفرد بشكل تلقائي من المجتمع المحيط به، وأن الفرد يتقبلها ويستسلم لها دون أي مقاومة أو رفض.

ولكن الحقيقة أن الفرد لا يستوعب أمر الثقافة ولا يكتسبها بشكل تلقائي مفاجئ دون اختيار أو تعقل، فاكتساب الثقافة يختلف من فرد إلى آخر باختلاف العوامل الوراثية والنفسية الخاصة بكل فرد، وباختلاف أساليب التفاعل الاجتماعي التي يتعرض لها الفرد، بمعنى آخر، أن الإنسان يختار من الثقافة ما يناسب تكوينه النفسي، وما يتناسب ومفاهيمه وتفكيره واتجاهاته، فهو يأخذ من الثقافة ويضيف إليها ويؤثر فيها بشكل أو بآخر.


شارك المقالة: