أماكن وجود الهلال:
الهلال الذي يوضع أعلى القباب أو المآذن كان يوضع بحيث يكون موازي لاتجاه القبلة، فقد ظهر لأول مرة مع نجمة سداسية أو خماسية على وجه وظهر العملة العربية الساسانية، كما وجدت على عملات أموية وعملات عباسية، وكان يوضع الهلال على العملات لغرض زخرفي.
كذلك استعمل الهلال كأحد عناصر تزيين الخيول الملكية (في الأصل عادة ساسانية)، ويعتبر أقدم الأمثلة المعروفة ذلك الذي وجد بالقاهرة الذي يحمل اسم الخليفة الفاطمي الظاهر لأعزاز دين الله، وقد استمر استعمال الهلال لنفس الغرض في العصر السلجوقي والعصر العثماني.
وقد استعمل الهلال كعنصر زخرفي في تزيين الأواني الفخارية، وقد وجدت أمثلة متعددة في الفسطاط ترجع إلى القرن الخامس والسادس الهجري، واستعمل الهلال كعنصر زخرفي في تجليد الكتب، كذلك رسم الهلال على أطراف السجاجيد السلجوقية بقونيا، كما وجد على بعض الخانات بالأناضول، ووجد الهلال على الأواني الفضية المكفتة بالنحاس والأواني البرونزية والتي ترجع إلى القرن السابع الهجري.
ويرجع وجود الهلال مع نجمة سباعية على حائط كنيسة القديسة صوفيا قي تربيزوند والمقامة في عصر الأمبراطور مانويل الأول 1266 ميلادي، إلى التأثيرات السلجوقية القوية الموجودة على الحوائط الخارجية لهذا المبنى، وقد أفاد أحد الكتاب الصينيين بأن المظلة التي كانت تحمل فوق الخليفة العباسي بالعراق كان يتوجها هلال.
وقد أفاد بعض الكتاب بأنه عند تحويل كاتدرائية آني بأرمينيا إلى مسجد وضع هلال من الفضة بدلاً من الصليب أعلى القبة، وذلك في القرن الرابع الهجري، وطبقاً لما أورده المؤرخون فقد وضع هلال أعلى قبة الإمام الشافعي بمصر، كما أن أقدم مئذنة قائمة في مصر موجودة في الجامع الطولوني يوجد أعلاها هلال، إلا أنه من الصعب التثبت من تاريخه حيث أن المئذنة أجريت بها إصلاحات وإضافات في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي.
أسباب استعمال الهلال في العمارة الإسلامية:
- لأن التوقيت الإسلامي يعتمد على الأشهر القمرية.
- إن الهلال عندما يظهر في أول الشهر العربي ينير الأرض مبدداً الظلام الذي سادها عندما كان القمر في المحاق، وقد يكون استعمال الهلال تعبيراً عن ظهور الإسلام الذي بدد ظلمات الجاهلية وحطم الشرك بالله.
- إن وجود الهلال في مبنى ذي أهمية إسلامية عظيمة مثل قبة الصخرة يجعله يصبح ضمن المفهوم العام للإسلام.
