الهوية الثقافية وكفاءة التفاعل بين الثقافات:
عند حدوث أمر التفاعل بين الثقافات أو بمعنى آخر حدوث أمر الترابط المتكافئ بين كافة أفراد المجتمع الواحد ذو الثقافات المختلفة، يقود ذلك إلى استطاعتها على تحقيق أمر ترابط ثقافي متفاعل بين الأفراد المنتمين لثقافات أخرى.
خلال استمرار عملية التناسق الثقافي مع مجموعة الشعوب الذين ينتمون إلى ثقافات متعددة، في هذه الحالة يتمكن الشخص الذي يتميز بمقدرته على التنسيق بين الثقافات أن يدرك كافة مفاهيم الثقافة المتعلقة بالإدراك الثقافي الحسي، وطريقة التفكير والإحساس والتصرف النابع من الثقافة، وتختلف هذه الكفاءة بين القارات والأمم، وتكون في مجالات عدة، منفردة أو مجتمعة.
لتحقيق أمر الكفاءة في التفاعل بين الثقافات المتنوعة وحدوث أمر التناسق بين سلوك الثقافات المتنوعة، يتوقف ذلك الأمر على التعاطف مع الآخرين والثقة بالنفس، إضافة إلى أمر المعرفة بثقافة الأفراد حسب نوعهم وسماتهم وذلك ما يطلق عليه بشكل مبسط الإدراك الثقافي والتقدير الثقافي أيضاً.
ويعرف أمر الإدراك الثقافي أيضاً بأنه عبارة عن مجموعة من الأساسيات المعرفية والسلوكية المؤثرة أو الدافعة التي تمكن الأفراد من التأقلم بصورة فعالة في البيئات التي قد تنشأ بين الثقافات، وفي بعض الأحيان ما يواجه الفرد معوقات تنشأ في علاقة الفرد مع الثقافات المختلفة.
عملية تنمية كفاءة الثقافات:
تعتمد عملية تنمية كفاءة الثقافات بشكل أساسي على خبرات الفرد المبنية على الثقافة الأساسية، ونتيجة للتنوعات الثقافية فقد يتخذ الأفراد مهارات يمكن أن تساعده في عملية تنشيط وجهة نظر مستقلة من مجموعات مختلفة ثقافياً.
على سبيل المثال تعمل الجماعات الدولية ذات الثقافات المختلفة على التأقلم مع الاختلافات، مع التزامهم بأمر المحافظة على ثقافتهم الأصلية بشكل لا يسمح بالتماهي والتقمص، وفي كافة المجتمعات الدولية يعيش الناس تركيبة متنوعة ثقافياً.
في الوقت الذي تحافظ فيه الشعوب ذات الثقافة المختلفة على خصوصيتها، فعملية ترميم ثقافات الاحترام المتبادل نحو الثقافات والديانات لخلق علاقات ذات أطر تحافظ على ثقافة الاحترام المتبادل، الجاليات نموذج للمجتمعات بطريقة فريدة، ففي الوقت الذي يعيش مغتربون في أي مكان في العالم تجدهم يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم، ويظهر ذلك بوضوح في الجالية المتعددة الثقافة.
