الواقع العالمي والواقع العالمي والتحولات الثقافية الاستهلاكية:
من الأمور المتعارف عليها أن النظام الثقافي المتحكم على الواقع الدولي الآن في مسار العولمة، هو النظام الخاص في الثقافة الاستهلاكية، ذلك الأمر المرتبط في عشرات الإمبراطوريات الإعلامية التي تعمل على ضخ كمّا هائل من الصور يومياً.
فيستقبلها مئات الملايين من المتلقين في أنحاء العالم، ويستهلكونها كخدمة ذات خدمات تكوينية أو جمالية، إن الصور في يومنا هذا تعتبر المفتاح الرئيسي للنظام الثقافي الجديد، باعتبارها الأصول الثقافية الأساسية التي يتم تسويقها على أوسع نطاق جماهيري، وهي تمثل سلطة رمزية على صعيد الإدراك الثقافي العام، ومن ثم فهي المصدر الأقوى الجديد لإنتاج القيم والرموز وصناعتها وتشكيل الوعي والوجدان والذوق.
والثقافة في يومنا هذا التي يجري عليها أساليب النظام الثقافي الجديد تشبه كافة مواد الاستهلاك، أمور ثقافية تتضمن مواد مسوقة جاهزة للعمل فيها، وهناك شركات استهلاكية ثقافية لهذا الأمر، ولا وقت للتفكير تتنافس لتقديم سلعتها للمستهلك في إخراج مثير يضعه تحت إغراء لا يقاوم عملية التمحيص والتردد النقدي للثقافات.
وسائر الأمور الأخرى التي تقوم بدورها أن تحمي أمر الوعي الثقافات من السقوط في إغراء الخداع، وتلك الأمور الثقافية الاستهلاكية هي الأصيلة السائدة في المجتمعات، في نفس الوقت ألقت هذه الثقافات فيه منظومة جديدة من المعايير من شأنها أنه ترفع من القيم النفعية والفردية لكافة أمور الثقافات الاستهلاكية.
أمور الواقع العالمي والتحولات الثقافية، إنها لم تحدث بشكل رسمي في ثقافات التاريخ؛ لأنه أصبح في زماننا هذه العالم مدروساً على رموز ومعطيات وسلع ثقافية استهلاكية قبل ما كانت عليها الآن، ولقد تمكنت هذه الثقافة كما هو عليه الثقافة الاستهلاكية، من الوصول إلى قطاعات واسعة من الأفراد والشعوب.
من أبرز الأمثل على أمر الواقع الثقافي العالمي والتحولات الاستهلاكية، التي عرفت وجه بشكل عام بين الدول التي تختص بالشباب، الأمر الذي أصبح اليوم في أغلب دول العالم، أن أغلب شعوبها يأكل الوجبات السريعة، ويشرب المشروبات الغازية نفسها، ويستمع في معظم دول العالم إلى الأغاني والرقصات المتنوعة، كذلك ويلبسون الملابس العالمية نفسها من أشهر الماركات العالمية.
إن هذه الأمور التابعة للثقافة الاستهلاكية تحمل الكثير من المعاني الثقافية والاستهلاكية والرمزية، التي تجاوزت قيمتها المادية الثقافية لتربط العالم بقيم وسلوكيات وعادات مشتركة، ولقد حققت الثقافة الاستهلاكية أكبر أنظمتها خلال هذه السنوات ولا شك، أن ذلك يؤرق الدول التي هي في طريقها مع العولمة إلى فقدان السيطرة على الوضع الثقافي.