دخل أبو المهاجر دينار إلى المغرب الأوسط وكانت مدينة بسكرة المركز الأساسي والقاعدة لأعماله، بعد ذلك ذهب نحو باقي الربوع وعبر من الجنوب من الأوراس إلى ميلة، بعد دفاع بيزنطي قوي استطاع أبا المهاجر أن يقتحمها واتخذ دار الإمارة عاصمة لمدة عاميين وقام ببناء مسجد فيها، ثمّ ذهب إلى الغرب حتى وصل جبال الونشريس.
الوالي أبو المهاجر دينار:
هو أبو المهاجر دينار، قام معاوية بن أبي سفيان بوضع مسلمة بن مخلد على ولاية مصر وكان أبا المهاجر والي مسلمة الأنصاري، كما قام بإزالة عقبة بن نافع عن إفريقيا ووضع مكانه أبو المهاجر دينار، فوصل إليها ودخل عام 55 للهجرة، ثم مشى إلى القيروان ومعه جيش كبير فتح به جزيرة شريك التي سمّيت بعد ذلك بالجزيرة القبلية.
قام أبا المهاجر بإخضاع القبائل التي كانت تعيش في الجبال والدروب الوعرة، قام زعيم البربر كسيلة بتجميع عدد كبير من الجنود بالاتفاق مع زعيم قبيلة أوربة والتحالف مع البيزنطيين الروم من أجل محاربة المسلمين، فقام أبو مهاجر ومعه جيش من العرب والبربر المسلمين الجدد وضرب حصار على معسكرهم.
حصل بين الفريقين معركة قوية مات على أثرها الكثير من الجنود والشهداء؛ إلا أنّ النصر كان حليف أبا المهاجر، بالرغم من أنّ أبا المهاجر قد أمسك بكسيلة إلا انّه لم ينتقم منه وأحسن إليه وقام بالعفو عنه وأصبح صديق حميم له بعد إسلامه، قام أبو المهاجر بالعمل على التقريب بين البربر والعرب وحاول أن يربط الصلة بينهم للتخلّص من الاحتلال البيزنطي الذي يحاول فك التحالف الجديد بين كسيلة وأبا المهاجر.
قام أبو المهاجر بقيادة العديد من الحملات العسكرية ضد قرطاجنة وجزيرة شريك التونسية فوصل إلى مراده، بعد ذلك قام يزيد بن معاوية بإزالته عن ولاية إفريقيا عام 63 للهجرة وأرجع عقبة بن نافع مكانه، بالرغم من أنّ أبا المهاجر دينار قدّم لعقبة بن نافع النصيحة بألّا يسيء إلى كسيلة، لأنّ ذلك سيكون له عواقب وخيمة، لكن عقبة لم يسمع له.
عندما وصل عقبة إلى القيروان أخذ أبو المهاجر معه كما أخذه من أجل فتح المغرب الأقصى، عندما رجع الجيش من الفتح وانضم البربر مع قومه وحدثت معركة بينهم وتوفي عقبة مع أبو المهاجر وقتل في هذه المعركة 300 من كبار الصحابة والتابعين.