كان أبو نصر بن السري مسؤول عن الاكتشافات العظيمة في البلاد من آثار وزخارف، فتمّ تخصيص العديد من الأعمال له تختص بهذا الأمر، ركزت معظم أعماله أيضاً على قانون الدولة، كما كانت بعض كتاباته عن علم الفلك، كان لديه أيضاً العديد من الكتابات المهمة الخاصة بالقانون الدولي والخدمة العسكرية، حافظ أبو نصر على كتابات صديقه مينيلوس في الإسكندرية وأعاد صياغة العديد من نظريات الإغريق.
الوالي أبو نصر بن السري:
هو أبو نصر ابن السري بن الحكم والي مصر خلال الخلافة العباسية من عام 817 إلى 820 ميلادي، ورث أبو نصر هذا المنصب عندما توفي الأخير والي مصر في نوفمبر 820 ميلادي، خلال فترة ولاية أبو نصر ظلت مصر منقسمة بين الفصائل المختلفة التي سيطرت وضبطت في وسط فراغ السلطة أثناء الحرب الأهلية بين آل الأمين والمأمون، اقتصرت السلطة الفعلية لأبو نصر على الجزء الجنوبي من المحافظة فقط.
في حين أنّ الكثير من مصر السفلى كانت في أيدي الآخرين، مثل علي بن عبد العزيز الجراوي وابن آل ساري السابق، بعد تعيين أبو نصر واصل الجراوي التنافس بين والديهما في محاولة للسيطرة على البلاد، اثنين من المعارك التي تدور رحاها في مدينة شتنوف ودمنهور، يقال أنه كان هناك سبعة آلاف من القتلى وانتهى على الأقل في خسائر قوات أبو نصر تحت قيادة شقيقه أحمد.
تقدم رجال الجراوي بعد ذلك إلى العاصمة الفسطاط وهددوا بحرق المدينة بأكملها، لكن بعد أن تلقّى الجراوي نداء من سكانها اقتنع بأن يحلّ السلام بدلاً من ذلك، كان أبو نصر معروف بعمله مع قانون الجيب الدولي، ولد أبو نصر في جيلان في بلاد فارس بالتحديد من أصل أسرة حاكمة من خوارزم، هكذا كان أمير في المجال السياسي ووالي مصر، كما كان تلميذاً لأبو الوفا ومعلم وزميل مهم للعالم البيروني.
توفي الوالي أبو نصر بن السري عام 822 ميلادي بعد مرور أربعة عشر شهر تقريباً في منصبه كوالي، جاء أخوه عبيد الله بن السري من بعده وخلفه في ولاية مصر وكان يشبه شقيقه أبو نصر واهتم بالأعمال التي قام بها وطوّرها.