قام الحكم بن عمرو الغفاري بفتح الصغانيان عندما قام بقطع النهر، بذلك أصبح الحكم الفاتح الأول لبلاد ما وراء النهر، قال البلاذري: “حدثني أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الجعفي، قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، يقول لرجل من أهل الصغانيان: كان يطلب معنا الحديث أتدري من فتح بلادك، قَالَ: لا قَالَ: فتحها الحكم بْن عَمْرو الغفاري”.
الوالي الحكم بن عمرو الغفاري:
الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو عمرو الغفاري شقيق رافع ويُنادى بين الناس بالحكم بن الأقرع من قبيلة بني كنانة من بني غفار، هو أحد صحابة رسول الله وأحد القادة العسكريين وكبير من كبار قادة الفتوحات الإسلامية في الدولة الاموية، كانت جميع فتوحاته في بلاد ما وراء النهر وخراسان.
كان الحكم بن عمرو الغفري قد صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى توفي، بعد ذلك ذهب إلى البصرة وقام معاوية بن أبي سفيان بتسليمه ولاية خراسان وتوفي بها، قام الحكم بالرواية عن رسول الله، روى عنه أبو حاجب وأبو الشعثاء وعبد الله بن الصامت وابن سيرين والحسن وغيرهم.
في عام 74 للهجرة قام الحكم بن عمر الغفاري بغزو بلاد طخارستان، وصف ياقوت الحموي طخارستان أنّها ولاية كبيرة تتضمن عدة بلدان مثل نواحي خراسان وأقسام طخارستان، قام الحكم بالانتصار على أهلها وفتح جميع أقاليم البلاد، كما أنّه حصل على الكثير من الغنائم منها.
روى العديد من أهل السير سنة 74 أنّ الحكم بن عمرو الغفاري خرج إلى خراسان ليستلم ولايتها، فقام الحكم خلال طريقه إليها باقتحام جبال الغور وفتحها، كما حصل فيها على غنائم كثيرة، خرج الحكم كذلك بأمر من زياد بن أبيه والي العراق لغزو جبل الأشل، حيث حصلت حرب عظيمة وانتصر المسلمين على الترك في النهاية.
كان الحكم قد رافق القائد المهلب بن أبي صفرة الأزدي، حيث اقتحم معه العديد من جبال الترك وحصلوا على غنائم كثيرة، فقام الأتراك بإغلاق العديد من الطرق عليهم فعلم الحكم بذلك الأمر فترك المهلب يتولّى أمر الحرب وذهب أسر أحد عظماء الترك، فخيّرهُ بإخراجهم من هذا المأزق أو يقتله ويتخلّص منه، فساعدهم واستطاعوا الخروج بالغنائم ومن معهم.
