“قال خالد بن عبد الله القسري والي العراق: واعجبا ولّيت فتى العرب تميم بن زيد العتبي فرفض وترك، ثم ولّيت أبخل العرب الحكم بن عوانة فرضي به وأحبه أهل السند وقبلوا به”، توفي الحكم بن عوانة مقتولاً في بلاد السند عام 122 للهجرة.
الوالي الحكم بن عوانة الكلبي:
الحكم بن عوانة الكلبي القضاعي بن وبرة من قضاعة الحميرية القحطانية وهو من قبيلة بنو كلب، استُعمل الحكم بن عوانة الكلبي والياً على مدينة السند بعد أن مات أمير مدينة السند القديم وهو تميم بن زيد العتبي في عهد هشام بن عبد الملك الأموي، بعد ذلك استعمله خالد بن عبد الله القسري والياً على العراق وعلى السند.
قبل أن يتوفى أسد بن عبد الله القسري قام باستحلاف الحكم بن عوانة والياً على خراسان، إلّا أنّ الحكم بن عوانة لم يبقى لفترة طويلة والياً على خرسان، حيث قام الخليفة هشام بن عبد الملك الأموي بإزالته ولم يبقى والياً على خراسان.
بعد أن أزال هشام بن عبد الملك الحكم بن عوانة عن الولاية، تمّ تسليمه أرض السند ليكون والياً عليها، بعد فترة وجيزة قام أهل الهند بالكفر وترك الدين الإسلامي إلا قرية صغيرة، فلم يكن للمسلمين في هذه القرية التي تُعرف باسم كجه أي ملجأ يذهبون إليه، فقام الحكم بن عوانة ببناء مدينة من وراء البحيرة ولقّبها بالمحفوظة، فكانت المأوى الوحيد للمسلمين.
كان يرافق الحكم بن عوانة عمرو بن محمد الثقفي، فكان بقوم بتفويض أمور الولاية وأعمالها له، فقام الحكم بن عوانة بإرساله مع جيش من مدينة المحفوظة لخوض معركة وانتصر ذلك الجيش، فلما جاء عمرو بن محمد إلى الحكم بعد الانتصار أمره الحكم بأن يبني مدينة وسماها المنصورة.
بعد بناء المنصورة أصبحت المقر الأساسي لحكم الولاة الأمويين على السند وجميع نواحي الهند، فقام الحكم بن عوانة الكلبي بأخذ ما كان مع العدو وأحبه الناس ورضوا بولايته عليهم، قام الحكم بن عوانة بالقضاء على الفتن في بلاد الهند، كما أنه حمى المسلمين وأجلا بعضهم من المناطق المتوترة إلى مدن قام بإنشائها ليحميهم.