هو الفتح بن خاقان بن أرتوج من الولاة العباسييين خلال الخلافة العباسية ويعرف بمسؤول ديوان الخليفة العباسي المتوكل، يعتبر الفتح الابن المتبنى للخليفة المعتصم، كان خاقان من الشخصيات المهمة في محكمة الخليفة المتوكل، نشأ الفتح في قصر الخليفة إلى جانب المتوكل المستقبلي وتبناه المعتصم في سن السابعة.
الوالي الفتح بن خاقان:
عند استلام المتوكل الخلافة شغل الفتح بن خاقان العديد من المناصب الرسمية من بينها والي مصر والمحافظات السورية، لكن قوته تنبع بشكل أساسي من علاقته الوثيقة بالمتوكل، الذي كان مستشاره الرئيسي والمقرب منه، كان الفتح رجل متعلم جيداً ومحباً للكتب وكان هو نفسه كاتب وراعي للكتاب، جمع أيضاً مكتبة كبيرة في قصره في سامراء، تم اغتياله على يد الحرس التركي إلى جانب المتوكل.
الفتح هو ابن خاقان بن أرتوج زعيم تركي يرتبط بالعائلة الحاكمة من الفرغانة التي أتت من وطنه في آسيا الوسطى بهدف الخدمة في الجيش العباسي، قدر أرتوج ارتفع ليصبح أحد القادة المشهورين جنباً إلى جنب مع الرئيس أشيناس واصف التركي و الأفشين، الحارس التركي الذي أنشأه الخليفة المعتصم، ولد الفتح في 817/8 ميلادي، حيث كان من المحتمل أن يكبر مع المتوكل ونشأ وترعرع منذ الصغر وأصبح أقرب رفيق له وصديقه.
في سن السابعة قام المعتصم بتبني الفتح، علّق المؤرخ ماثيو جوردون على ذلك وقال “تشير مجموعة من الأدلة القصصية إلى أن الفتح والمتوكل كانا لا ينفصلان”، من بين أشقاء الفتح كان أبرزهم مزاحم الذي أصبح أحد ضُباط الجيش وانتهى به المطاف في منصب والي مصر حيث خلفه ابنه أحمد.
دور الفتح بن خاقان في الحكومة:
بالرغم من مكانة الفتح المهمة لم بكن سوى القليل عن تفاصيل السيرة الذاتية عن الفتح، ياقوت الحموي يفيد بأن مسيرته في الحكومة بدأت من خلال المعتصم والواثق، بعد أن تولى المتوكل الخلافة كان للفتح في الحكومة أهمية من خلال شغله لمنصب مستشار للخليفة أكثر من كونه بحكم أي منصب رسمي، فقد عمل في منصب سكرتير شخصي للخليفة وكان مسؤول عن الختم الرسمي.
روى ابن تغري عن الفتح أنه كان المسؤول عن ديوان الخراج وذكر الكتبي أنه كان وزير، كما شغل الفتح منصب رئيس استخبارات المتوكل في سامراء، بينما في 856/7 ميلادي تم تعيينه مؤقتاً محافظ لمصر، عمل الفتح كمبعوث وليس حاكم؛ حيث روى الكندي بشكل قاطع أنّ ولاة مصر في ذلك الوقت مثلوا الأمير المنتصر الذي كان الحاكم الاسمي للمحافظة.
في عام 858 ميلادي بعد محاولة المتوكل قصيرة الأجل لنقل عاصمته إلى دمشق، تم تعيين الفتح والياً على سوريا، هنا أيضاً نشاطه بهذه الصفة غامض لكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى قيامه بدور فاعل في شؤون المحافظة.
كان المتوكل قد عين ابنه الأكبر المنتصر وريث له عام 849/50 ميلادي، لكنه تحول ببطء لصالح ابنه الثاني المعتز، شجع الفتح والوزير عبيد الله الخليفة في نيته استبدال المنتصر وقيل أنهما مدعومان من النخب العباسية التقليدية، على العكس من ذلك كان المنتصر مدعوم من قوات الحرس التركي والمغاربة.
في آخر عام 861 ميلادي وصل الأمر إلى ذروته، فقد أمر المتوكل بمصادرة ممتلكات الجنرال التركي واصف وتسليمها إلى الفتح، شعرت القيادة التركية بأنّها محاصرة في الزاوية وبدأت مؤامرة لاغتيال الخليفة، بسرعة قاموا بالانضمام أو على الأقل حصلوا على موافقة من المستنصر، الذي تأثر من سلسلة من الإهانات، وفق توصية الفتح وعبيد الله تم التجاوز لصالح المعتز لإقامة صلاة الجمعة في آخر شهر رمضان عندما كان المتوكل مريض واختار المستنصر لتمثيله في الصلاة.
تدخل عبيد الله وقام بإقناع الخليفة بالذهاب شخصياً، والأسوأ من ذلك أنّ المتوكل قام بالتناوب على تشويه سمعة ابنه الكبير في اليوم التالي وهدده بأن يقتل ابنه الأكبر حتى أنه صفعه على وجهه، انتشرت شائعات عن اعتقال واصف والقادة الأتراك الآخرين وإعدامهم في 12 ديسمبر، فقرر المتآمرون أن يتصرفوا.
وفق الطبري فقد انتشرت قصة تفيد بأنّ الفتح وعبيد الله حذرهما من المؤامرة من قبل امرأة تركية لكنهما تجاهلاها، في ليلة 10/11 ديسمبر بعد حوالي ساعة من منتصف الليل اقتحم الأتراك الغرفة، فقد كان الخليفة والفتح على العشاء، قُتل الفتح وهو يحاول أن يحمي الخليفة الذي قتل من بعده ذلك، ادعى المنتصر الذي تولى الآن الخلافة أنّ الفتح قتل والده وأنه قُتل بعد ذلك.