وصفت المصادر الليث بن الفضل بأنّه مولى، تم تعيين الليث والي على مصر عام 798 ميلادي من قبل الخليفة هارون الرشيد مع سلطته على كل من الصلاة والأمن والضرائب، خلال فترة إدارته التي استمرت خمس سنوات ورد أنّه حافظ على علاقات جيدة مع المسيحيين المحليين، لكنه كان معروف بأنه المسؤول الصارم عن تحصيل الضرائب.
الوالي الليث بن الفضل:
في مناسبتين في عامي 799 و801 ميلادي غادر الليث بن الفضل المقاطعة لتسليم عائدات الضرائب والهدايا إلى الخليفة هارون الرشيد وترك النواب المسؤولين في حالة غيابه، في عام 802 ميلادي واجه الليث احتجاج من قبل أهالي منطقة حوف، الذين اشتكوا من أنّ المساحين الحكوميين كانوا يقيسون الأراضي الصالحة للزراعة باستخدام أدوات تم معايرتها بأقل من الطول القياسي للقصبة، مما أدى إلى تحميل أصحاب الأراضي زيادة في الضرائب المفروضة عليهم.
عندما تجاهل الليث مظالمهم انتفض الحوفيون في ثورة وساروا إلى الفسطاط، مما أجبر المحافظ على إرسال جيش ضدهم رداً على ذلك، في المعركة التي نتجت عن ذلك هُزم الحوفي وأُجبروا على التراجع، وتم إرسال ثمانين رأس إلى الفسطاط لعرضها، على الرغم من هزيمتهم استمر الحوفي في رفض دفع ضرائبهم وقرر الليث في النهاية القيام بزيارة إلى هارون الرشيد لطلب تعزيزات.
مع ذلك في هذه المرحلة اقترب محفوظ بن سليمان من الخليفة وادعى أنه يمكنه جمع الإيرادات الضريبية المطلوبة دون استخدام القوات، قام هارون الرشيد بإقالة الليث من منصبه رداً على ذلك وعين محفوظ مديراً مالياً للمحافظة، بينما تم تعيين أحمد بن إسماعيل بن علي الهاشمي رئيساً للأمن.
في عام 815 ميلادي عين المأمون الليث والياً على سيستان، لكن فور وصوله إلى المحافظة وجد نفسه في مواجهة معارضة شديدة من سلفه محمد بن الأشعث الترابي والمتمرد حرب بن عبيدة، اللذين اتحدوا من أجل الطعن في تعيين، عندما وصل الليث إلى عاصمة المحافظة زرانج احتلها بـ400 من الفرسان وطهر الموالين لحرب، لكنه سرعان ما أدرك أن المتمردين يتمتعون بميزة عددية كبيرة في الريف.
لذلك قرر الليث التواصل مع الزعيم الخوارج حمزة بن أذراك واتفق الاثنان على التحالف ضد حرب وابن الأشاع، في النهاية هُزم المتمردون في معركة حاسمة، فرّ ابن الأشعث إلى زرانج لكن الليث أسره وشوهه وقتل، قبل انتهاء المعركة واجه الليث معارضة على حكمه، خلال أول 4 سنوات من حكمه كانت سيستان في حالة هادئة نسبياً.