كان المفضل بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي بطل من أبطال العرب في عصره، كنيته أبو غسان وكان يقيم في البصرة، بعد ذلم قان الحجاج بن يوسف باستعماله والي على خراسان.
الوالي المفضل بن المهلب:
عندما طلب الحجاج من عبد الملك أن يعزل يزيد بن المهلب عام خمسٌ وثمانون للهجرة أذن له بذلك، إلّا أنّ الحجاج لم يرغب أن يرسل إليه رسالة في عزله، فكتب وأمره أن يستخلف أخاه المفضل ويذهب إليه، فكان يزيد يتباطأ في خروجه ويتجهّز بشكل بطيء.
قام الحجاج بن يوسف بإرسال رسالة إلى المفضل وكتب فيها: “إنّي قد وليتك خراسان، فجعل المفضل بن الملهب يقوم باستعجال أخيه يزيد، فقال له يزيد: “إنّ الحجاج لا يقرك بعدي وإنّما دعاه إلى ما صنع مخافة أن امتنع عليه وستعلم”، أقره الحجاج تسعة أشهر ثمّ عزله.
كان سبب إزالة يزيد عن الولاية أنّ الحجاج عندما تخلّص من عبد الرحمن بن الأشعث، لم يكن له إلّا يزيد وأهله وقد كان من رجال العراق ذلّاً إلا أهل المهلب ومن معهم بخراسان، فقد كتب الحجاج إلى يزيد ألّا يغزو خوارزم، فلم يطعه يزيد، فصالحه أهلها وأصاب سبيا وقفل في الشتاء.
عندما تولّى المفضل بن الملهب خراسان، قام بغزو باذغيس وفتحها وحصل على مغنمٍ وقسمه ، لم يكن هناك بيت مال للمفضل، فوان يعطي الناس كلما جاء بشيء وإن غنم شيئاً قسمه بينهم، لما أزال الحجاج يزيد بن المهلب ووضع أخاه المفضل، أراد المفضل أن يحظى عند الحجاج بقتال موسى بن عبد الله.
سيّر المفضل عثمان بن مسعود إليه في جيش وكتب إلى مُدرك بن المهلب ليسير معه، فقطع النهر ومعه 15 ألف، فأرسل إلى السّبّل وإلى طرخون فحضروا لمساعدته، فقاموا بمحاصرة موسى وضيقوا عليه وعلى من معه، فبقي شهرين في ضيق وقد خندق عثمان عليه، فأمر موسى أصحابه أن يخرجوا ويقصدون الترك، فخرجوا وترك النضر بن سليمان في المدينة المنورة وخرج.
توفي في ذلك اليوم العديد والعديد من الأسرى من العرب، فكان النضر بن سليمان يقتل العرب ويضرب المولى، في نهاية المطاف سلّم النضر المدينة إلى مدرك بن المهلب وآمنه، فقام مدرك بن الملهب بتسليمها مدرك إلى عثمان وكتب المفضل إلى الحجاج بقتل موسى بن عبد الله بن خازم.