كان بلج بن بشر القشيري الهوازني قائد عسكري أموي في المغرب والأندلس، كما أصبح لفترة وجيزة والي الأندلس عام 742 ميلادي، بلج أحد أبناء قبيلة بنو قشير من قبيلة نجدي هوازن وعمّه كلثوم بن إياد القاسي الذي قام الخليفة هشام بن عبد الملك بتعيينه والي على أفريقيا.
الوالي بلج بن بشر القشيري:
في عام 741 ميلادي كان بلج بن بشر ملازم لسلاح الفرسان تحت قيادة عمه في حملة عسكرية ضد ثورة أمازيغية، في شمال أفريقيا قاد كلثوم جيش يتكوّن من 30 ألف جندي عربي من أفواج من دمشق والأردن وقنسرين وإميسا وفلسطين ومصر.
قام بلج بن بشر بقيادة الجيش الذي وصل إلى القيروان عام 741 ميلادي، بدأت الاضطرابات تزداد بين القوات الأموية وطلبت الإمدادات من مضيف العرب بقيادة قائدهم حبيب بن أبي عبيدة الفهري، استمرت المنافسات القبلية القديمة للإسلام بين المدن، قام بلج بالهروب باتجاه الساحل مع ما تبقى من الجند وطاردهم البربر.
عند وصولهم قاموا بتحصين موقعهم وسعى بلج بن بشر إلى ممر بحري آمن لجيشه إلى الأندلس، الوالي الأندلسي عبد الملك بن قطان الفهري أدرك التهديد الذي يشكله السوريون على سلطاته المحلية، فقد رفض طلب السوريين المحاصرين وحظر إرسال الإمدادات.
تم القبض عليه وهو يرسل خلسة زورقي حبوب إلى السوريين الجائعين للتعذيب والإعدام بأمر من الحاكم، مع هزيمة الجيوش الأمازيغية ضغط ابن قطان على الفور على بلج بن بشر من أجل رحيل السوريين، في هذا الوقت قام بلج بن بشر بالاستناد على أوراق اعتماده كخليفة إلى عمه كلثوم بن إياد وادعائه بشكل قانوني بإقالة ابن قطان وإعلان نفسه والي لإفريقيا.
انتقاماً من عقاب الأندلسي الصالح الذي أعفاهم، قام بلج بتعذيب ابن قطان المسن علانية حتى الموت، رداً على ذلك حشد أبناء والي الفهد الراحل القطان وأمية العرب الأندلسيين، الذين انتفضوا ضد بلج بن بشر والجند العربي الشامي، لكنهم هزموا بشكل حاسم في معركة أكوا بورتورا.
أصيب بلج بن بشر في المعركة ومات بعدها بيومين، خلفه الملازم ثلبه بن سلامة العميلي، في رواية المؤرخ ابن الختم روى أنّ بلج بن بشر قُتل في معركة عبد الرحمن بن حبيب الفهري الذي رافق السوريين إلى الأندلس وانشق إلى الأندلس عند إعدام والي الفهد.