قال ابن قديد عن عبيد الله بن سعيد بن عفير عن أبيه قال: “كان حفص بن الوليد على شرط الحر بن يوسف، فشكاه عبيد الله بن الحبحاب إلى هشام، فعزل الحر وولى حفص بن الوليد، فكتب عبيد الله إلى هشام: إنّك لم تعزل الحر إذ وليت حفصاً، فجعل الاختيار إلى عبيد الله، فاختار عبد الملك بن رفاعة”.
الوالي حفص بن الوليد:
حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله بن الحارث بن جبل بن كليب بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت، استلم ولاية مصر في خلافة هشام بن عبد الملك، فوضعه على شرطته.
كانت أول سنة من ولاية حفص بن الوليد على مصر هي سنة 127 هجري، كما أنّ حسان بن عتاهية تولى مصر لمدة 16 يوم في جمادى الآخرة.، فيها وقع بالشأم وغيره العديد من الفتن والحروب من قبل مروان بن الحكم وغيره حتى تولى الخلافة وأزال إبراهيم بن الوليد الذي تخلف بعد موت أخيه يزيد بن الوليد ولم يتم أمره.
في نفس السنة التي استلم فيها حفص بن الوليد الولاية توفي عبد العزيز بن عبد الملك بن مروان أبو الأصبع وهو الذي تولى قتل الوليد بن يزيد فلولاه يزيد الناقص العهد بعد أخيه إبراهيم، وفيها توفي مالك بن دينار العابد الزاهد أحد الأعلام الزهاد الذي كان في السنة بفلسين ملحاً وكان يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة وكان ينسخ المصحف في 4 أشهر
في هذا العام أيضاً كان الطاعون قد انتشر ومات فيه الكثير من الناس وعدد لا يحصى، كان هذا الطاعون يسمى بطاعون غراب، لما وصل خبر موت يزيد إلى مروان بن الحكم، قام بجمع الجنود ودفع لهم الأموال حتى بلغ قصده وولي الخلافة، بايع مروان لولديه عبيد الله وعبد الله بالعهد من بعده وقام بتزويجهما بابنتي هشام بن عبد الملك ولم يدر ما خبِّئ له في الغيب من زوال دولته.
قال عبد العزيز بن أبي ميسرة: فصُرف حفص يوم الأضحى، لم يمكث إلا جمعتين. قال الليث وأبو ربيعة العامري وابن وزير: إن حفصاً صرف سلخ ذي الحجة سنة ثمان ومئة للهجرة.
